https://www.sabaanews.com
أحدث المقالات

أعراض مرض السرطان وكيفية الوقاية منه؟

تُقابِل كلمة "السَّرطان" عِند كثير مِن النَاس كِلمة "الحُكم بالإعدام" مِن مَبدأ عَدم إمكانية شِفاء الشخص المُصاب بِهذا المرض، هذا الرأي الخاطئ الذي أستقر في أذهانِ الناس في الماضي لِعدم توفُر إمكانيات العِلاج وإهمال الأعراض الأولية لِهذا المرض..


أعراض مرض السرطان وكيفية الوقاية منه؟



غيرّ أنّ تَقدُّم الطِب والتوعية العامة أدى إلى اكتشاف المرض في مراحِلِه الأولية وتقديم إمكانيات جيدة للشِفَاءِ مِنه، فقبل نِصف قرن أمكَن شِفَاء مريض مِن أصل أربعةِ مَرضى مُصابين بِهذا الداء (أي رُبع المَرضى)، واليوم يُمكِن شِفَاء 40% مِن المَرضى، ومِن المُمكِن شِفَاء نِصفِ المَرضى في جميع مراحِل المرض شَفاءً تامًا وكامِلًا بوسائِل الكَشفِ المُبكِر والفَحص الدوري السنوي.


نبذة عن السرطان

هو مَجموعة مِن الأمراضِ التيّ تتميز خلاياها بالتوغُل والانتشار، يُمكن لهذهِ الخلايا أنّ تنقسِم ولها القُدرة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها أو الانتقال إلى أنسجة جديدة ( في عملية يطلق عليها الانبثاث)، وهذه القدرات هي صفة من صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد، والذي يتميز بنمو مُحدد وعدم القُدرة على النمو أو القُدرة على الانتقال.
السَّرطان هو مِن أكثر الأسباب المُسبِبّة للوفاة، والمُثير هو أنهُ يُمكِن تفاديه أو التقليل بِشَكل مَلحوُظ مِن فُرصِ الإصابةِ بِه إذا ما أدركنا ما الأسباب وما عوامِل الخطر وكيفية تجَنُبّها؟
هُنالك عِدة أنواع وأشكال للسرطان قد تصِل إلى أكثر من 100 نوعًا بِما في ذلك: سَّرطان الثدي، وسَّرطان الجِلد، وسَّرطان الرِئة، وسَّرطان القولون وسَّرطان البروستاتا.
احتمالات الشِفاء مِن مرض السرطان آخِذة في التحسُن باستمرار في مُعظم الأنواع، بِفضل التقدُم في أساليب الكشف المُبكِر عنِ السَّرطان وخيارات علاج السَّرطان.

تعريف مرض السرطان

لُغةً:

أصل كلِمة سَّرطان في اللُغة الانجليزية Cancer اشتق من الكلِمة اليونانية Karkinos لأنهُ يُشبِه في خصائِصِه خصائص الحيوان القشري( السَّلطعون)، وهذا الاسم اللاتيني أُخِذت دلالتهُ بِاللُغة الفرنسية في القرن 17 على معنى الوَرم الخبيث.

اصطلاحًا:

يُعَرَّف السَّرطان حسب النسيج العضوي والجينات المسئولة عن تكونِه، وهذِه التعريفات هي اصطلاحات دولية نجِدها في القواميس الطبية ومُتَفق عليها عالميًا فيُعَرَّف كما يلي: هو النمو الفوضَويّ المُستمِر لِخلايا غير عادية داخِل الجِسم، وتكاثُر خلايا خبيثة لا تخضع للقوانين التي تنظم وتتحكم في الانقسام الخلوي؛ لتتمرّد على أجهزة المُراقبة في الجسم، فهو كُتلة مِن نسيج يستمر في النمو، قد يكون مَوضِعيًا أو غير مَوضِعيّ، حيثُ تتميز الخلايا السَّرطانية بِقُدرَتِها على التغلغُل وغزو الأنسِجة الطبيعية المُحيطة لِتكوِّن مُستعمرَات سرطانية عديدة لها نفس صِفات الورم الأولى.

فَقدم أيونج تعريفًا بسيطًا لِمُصطلَح السرطان بأنّهُ "نماء ذَاتي نِسبيّ للنسيج"، ويقتصِر الأطباء على استخدام مُصطلح النمَاء على الأورام السرطانية الخبيثة.

وأضاف جِبرائيل (1983) أن مرض الأورام السرطانية اسم يُطلق على كل الأورام التي لها ميل إلى الاستمرار أو إلى النمو، والتي تُهلِك الأنسجة السليمة ولها صِفة المُعاودَة بَعد فترةٍ قد تطول قليلًا أو كثيرًا (أحمد شويخ،2007، ص 31).


أعراض السَّرطان 

الأعراض الجسمية:

- نقص في الوزن وشحوب في الوجه.

- انتفاخًا وتورمًا وتكاثُر بشكل كبير في الخلايا.

-فقد العُضو المُصاب وظيفته.

- زيادة في نشاط إفراز الغُدد المُصابة بالسرطان.

- آلام مُبّرِحة في المرَاحِل الأخيرة مِن المرض.

- اقتحام الفيروس لخلايا الجِسم الإنساني وتكاثرُه فيها بالبلايين.

- نقص الحركية، وذلِك بسبب اختلال الحالة العامة للمريض، ومرد ذلك إلى تطور الورم، أو مُضاعفات العِلاج، بالإضافة إلى انخفاض مختلف النشاطات وانخفاض الوظائف العقلية والجنسية والمناعية.

الأعراض النفسية:

- أوضح كانيث 1978 أن مَرضى السرطان يتصفون بارتفاع درجة القلق والاكتئاب وانعدام القدرة على التوافُق مع الأحداث.

- أوضح بعض الباحثين الدارسين سيمونتو وآخرون أن مريض السرطان يُعاني مِن شُعور الحُزن والأسى نحو الذات وانخفاض مفهوم الذات لديه، وعجز في بناء علاقات اجتماعية قوية.

- انخفاض مستوى الطُموح لديه، تتكون لديه نظرة أكثر تشاؤمًا للحياة مع انخفاض التطلع نحو مُستقبل أفضل للحياة من خلال ما توصلت إليه الباحثة زينب محمود شقير 1995.

- الاكتئاب المُرتبِط بأسلوب الحياة لدى المَرضى والعجز عن تحقيق علاقات أُسرية سوية وعدم الشعور بِالأُلفة والمودة مع الآخرين، بالإضافة إلى مشاعِر الكراهية وهذا ما وضحهُ فرانسيس في دراسة على مَرضى سَّرطان الثدي (سعادي، 2009، ص 24).


الآثار النفسية لمرضى السرطان

مازال التأثير النفسي للسرطان على المريض رُبما يكون مُدمِرًا فلا تزال كلمة السرطان تستحضِر كلِمة الموت والعذاب والتشوه والاعتماد على الغير ، والعجز عن حماية أولئك الذين نعتبِرهُم أعزاء علينا وعادةً ما تكون ردة الفعل قوية عند تشخيص المرض عند الفرد ما هي إلا عدم التصديق والاصابة بالصدمة، ثُمّ تأتي رِحلةُ الضيق الحاد والهياج الشديد والاكتئاب الذي قد ينطوي على الإنهاك في التفكير في المرض والقلق والموت وفقدان الشهية والأرق وضعف التركيز والتذكر والعجز عن القيام بالأمور اليومية الحياتية.

يُشير كُلًا مِن هولاند وسارلين إلى أنّ الأفراد الذين يُعانون مِن الخوف والاصابة بِمرض السرطان يتعرضون إلى حالة شديدة من القلق تفسد ادائهم، ويتطور هذا الشكل مِن رُهاب السرطان في أعقاب مِحنة صِحية أو في حالة فَقد قريب أو صديق أُصيب بِالسرطان، ويُصبِح الفرد شديد الحساسية والقلق نحو أيّ عرَض جِسمي كان يُعاني مِنه الشخص المُتوفي خِلال فترة مَرضِه ويُصبِح الفرد حساسًا لأيّ عرَض جِسمي يطرأ عليه على الرغم مِن تجاهُلِه لهُ في الماضي (موسى قويدر، ص 51-52).

يرتبِط مرض السرطان بِمُعاناة جَسدية ونفسية وحتى اجتماعية هامة قد تنجُم عنّ المرض في حد ذاتِه كالآلام والتي تتحكم فيها مجموعة من العوامل التي من بينها نوع الإصابة، مرحلة التطور الذي وصل إليها المرض ،إضافةً إلى العوامل النفسية التي تلعب دورًا مُهِمًا في التكيُف مِن المرض، ويُمَثِل الألم جَانِبًا مُهِمًا مِن جوانب المرض، حيثُ تتعلق أهمية الألم المحسوس بالسياق والزمن، فالألم الحاد يمتلِك وظيفة إنذار وحماية بيولوجية، إذ يتم تبليغ الجَسد بمُثير ضار، غير أنّ هذه الوظيفة غير موجودة في الألم المُزمِن أو المُتكرِر الظهور، ذلك أن أسباب الألم كالمرَض المُزمِن غير قابلة للإزالة، ويتحول الألم المُزمِن إلى مُعاناة تمتلِك قيمة مُرضية، إن الألم لا يؤثر على الوظائِف الجِسمية فحسب بل يؤثر علي كل جوانب الحياة بالنسبة للمريض (حسانين أحمد، 2013،83).


السرطان والتغذية

إن السبب الرئيسي وراء الإصابة بالسَّرطان يكمُن في النظام الغذائي أو أسلوب الحياة المولد لقدر كبير من الأحماض، والنظام الغِذائي الذي يعتمد على الأطعمة الحيوانية (خاصةً اللحوم الدُهنية) والسُكريات البسيطة والأطعمة السُكرية والمواد الكيميائية الصِناعية كالنكهات والألوان والمواد الحافظة والمُحسِنات قد يُسبِب الإصابة بالسَّرطان، وينتُج عن تأييض الدُهون قدر كَبير مِن الفضلات الحِمضية والدُهون التي تؤدي إلى إبطاء الدورة الدموية، بينما تعمَل عملية تأييض السُكريات البسيطة إلى رَفع مُعدلات ثاني أُكسيد الكربون ما يؤدي إلى خلق حالة حمضية كما أن السُكريات البسيطة تُدمر خلايا الدم الحمراء؛ حيثُ أنّ البُروتين الحيواني والدُهون الحيوانية والسُكريات البسيطة تُساعِد على نُمو الخلايا السرطانية وازدهارها، ويقوم أسلوب النِظام الغِذائيّ الصحي في التعامُل مع السَّرطان على تجنُب تناول تِلك الأطعمة، وإتباع نِظام غِذائي مُنخفِض الدُهون والسُكريات البسيطة، إن الخلايا السرطانية لا يُمكِن أنّ تنمو إلا مع توافر كميات كبيرة مِن هذِه المُغذيات، حيثُ تموت تِلك الخلايا في نهاية الأمر دون العمل على تطوير خلايا سرطانية جديدة، كذلِك نجِد أنّ العديد مِن المواد الأُخرى مثل المواد المشهورة المُسبِبة للسَّرطان وأشعة إكس والإشعاع الذري والحرير الصخري (الإسبستوس) تُسهِم أيضًا في تطور مرض السَّرطان، وكما في حالة الإصابة بمرض القلب يجب على مرضى السَّرطان في المراحِل المُتقدِمَة (كحالة قوة الخلايا السّرطانية وسرعة نُموّها)، واللجوء إلى التَدخُل الطِبي أو غيرِه، لأن أُسلوب النظام الغِذائيّ قد يستغرِق وقتًا طويًلا.


كيف تتخلص من السرطان

النِظام الطبيعي للتخلُص مِن السُموم:

- عملية الشِفاء باستخدام أسلوب النظام الغذائي الصحي، هُناك نظام طبيعي للحياة والصحة، وآخر للمرض أيضٍا، وتدرُجًا في مراحِل المرض فهُناك أيضًا نظام طبيعي لتحويل الجسم العليل إلى جِسم سليم.

تتم عملية الِشفاء عادةً على ثلاث مراحِل تبدأ بالتحول لنظام غذائي طبيعي وأسلوب حياة طبيعي عند تفاقم تدهور مؤقت لحالة الجسم حيثُ يقوم بالتخلُص مِن السُموم التي تم تخزينها، ويحدُث ذلك عندما تُصبِح الشِفائية الطبيعية للجسم أكثر قوة نتيجة لعدم تعاملها مع مواد مُولِدة لسِموم إضافية أو زائِدة، ويبدأ النظام الطبيعي بالتخلُص مِن السُموم مِن اليانغ إلى الين وبِشكل أدق فهو يبدأ بالترتيب التالي : اللحوم والجبن والكثير من الفواكه ومُنتجات الألبان والمشروبات الكُحولية والسُكر المُكرر والعقاقير، حيثُ تقوم بجلاء أنواع السُموم التي تخلص مِنها الجسم؛ لأن اشتهاء طعام ما وغالبًا ما يكون ذلك بشكل مُلِّحْ يصحبُّهُ تخلُّص مِن السُموم.

قد تستمِر عملية التخلُّص مِن السُموم لِعدة أيام أو أسابيع أو أكثر، وتتابين تِلك العملية تبايُنًا كبيرًا، فقد تكون حدثًا مأساويًا شديّد الوطأة أو عملية أكثر بُطئًا واعتِدالًا وِفقًا للمواد التي يتخلّص مِنها الجسم ، وشِدة حالة عدم الاتزان والمُدة التي أُصيب الجِسم فيها بحالة عدم الاتزان، وبِالرغم مِن ذلِك ينبغي أنّ يتوقَع المرء حُدوث شعور بعدم الراحة.

قد يتم التخلُص مِن السُموم بأيّ طريقة مِن الطُرق المُمكِنة، بِدءًا مِن القنوات الطبيعية الخاصة بالتخلُّص مِن الفضلات كالتنفُس والعرق والتبول والتبرُز ووصولًا إلى مرحلة القيء والتخلُّص مِن الفضلات عبر الأنف والأُذنين والعينين والأعضاء التناسُلية، وقد يخرُج أيضًا سائِل صفراوي أخضر ومادة شفافة لزِّجة مِن الأمعاء كما يُعد البُرَّاز الأسود الذي يحتوي على حصوات صغيرة أمرًا مألوفًا، إن تدليك منطقة السُرة قد يُساعِد على تحريك البُرَّاز المُتبقي في الأمعاء، ومِن الأهمية هُنا أنّ نُدرِك أنّ سُوء الحالةِ المؤقت يُعد بداية لحياة صِحية أفضل وحيثُ أنّ النظام الطبيعي يقوم على التغيير، نجِد أنّ الجسم يقوم باستمرار بعملية طرد للسُموم والمواد الزائدة.


المواد الغذائية الصحية

- تتنوع احتياجات الأشخاص الغذائية، فبينما يُوفِر اتباع النظام الغذائي الصحي كميات مُناسِبة مِن أنواع الغِذاء كافة إلا أن شعورك بحالتك هو أفضل دليل على الطريقة التي يجب أنّ تتبِعها في نظامك الغِذائي، بل يفوق أي قوائِم مِن المَسموحِ بِه يوميًا.

- يحتوي النظام الغِذائي الصحي على مقدار 12% من البروتين، على أنّ يكون القليل مِنها مِن مصادر حيوانية بها نسبة ضئيلة من الدهون (15% فقط من الدهون مُشتمِلة على 2% إلي 3% مِن الدهون المشبعة)، وبِها نسبة قليلة مِن الكربوهيدِرات البسيطة(5%) وبِها نسبة عالية من الكربوهيدِرات المركبة (68%) على العكس مِن نسبة 12% مِن البروتين الموجود في الغِذاء العادي الذي يتكون مِن مصادر حيوانية، كما أنّهُ أيضٍا بِهِ نِسبة مُرتفعة مِن الدُهون (42% مُتضمِنة 16% مِن الدُهون المُشبّعَة)، وِبه نِسبة مُرتفعة من الكربوهيدِرات البسيطة (26%) ونِسبة مُنخفِضة مِن الكربوهيدِرات المُركبة (20%). 

- مع مُلاحظِة أنّ هذِه الأرقام تعكِس ما يأكلُه أغلبّ الناس حيثُ أنّ النظام الغِذائي الصحي يؤكِد على تناول الحبوب ومشتقاتها، إن الاختلاف بين الطعام العادي لهُ نتائِج هامة؛ فإن ما يأكُله الإنسان يؤثِر في ما يحتاج أنّ يأكُله، فالجِسم يعمل بكفاءة أكثر عندما يحصُل على النِسبة المِثالية مِن الطعام، بينما يحدُث قُصور في عمل الجِسم، إذا حصل على نِسبة قليلة مِن الطعام أو كان يجب أنّ يعمل بقوة للتخلُّص مِن الزوائِد.

- لا يوجد نِظام صحي واحِد، بل يوجد أكثر مَن أسلوب؛ لِذا فإنهُ مِن المُستحيل إجراء دراسات الحَجب لإثبات كفاءة عمل نظام إلا أن أفضل دليل على مدى كفاءة النظام الصحي هو ما يشعُر بِه الفرد مِن أثر تطبيقُه لنِظام صحي، وعلاوةً على ذلِك تُعد طريقة اتباع كل شخص النظام الصحي الصالِح لهُ فقط، حيثُ أنّ كُل شخص مُتفرِد في خصائِصِه، ومِن هُنا نُحذِر بِشِدة مِن أيّ دراسة تؤكِد أنّ نِظامًا مُعينًا ما يَصلُح للنَاسِ كافةً، بل تتعارض هذه الفكرة تمامًا مع المبادئ الأساسية.


توصيات غذائية خاصة لمرضى السرطان

تختلف توصيات التغذية لِمرضى السَّرطان عن تِلك المُعتادة لِعامة الناس مما قد يكون مُربِكًا خاصةً إذا ما تناقضت مع معلوماتِهم السابقة، و تُؤكِد توصيات التغذية المعروفة على أهمية الإكثار مِن تناول الحُبوب والفاكهة والخضروات والخُبز الذي يحتوي على الحبوب الكامِلة، حيثُ ننصح بأكِل كِميات مُعتدِلة مِن اللحم ومُشتقات الألبان والتخفيف مِن الدُهون والسُكر والكُحول والمِلح، أما لِمرضى السَّرطان فهي تُشدِدّ على تناول الأغذية العالية بالسعرات الحرارية والتي تعتمد على البروتين، ويَنصح البعض الآخر بتناول المزيد من مشتقات الحليب والقشدة والجُبن والبيض المطبوخ، وفي بعض الأحيان يُقترح على مرضى السَّرطان التخفيف مِن الطعام الذي يحتوي على نِسبة عالية مِن الألياف لأنها قد تزيد مِن مشاكل الإسهال أو قرحة الفم.


كيف تحضر نفسك لعلاج السرطان 

مِن الصَعبِ التكهُن بِما سَتشعُر مِن أعراضٍ جانِبية إلا بعد أن تبدأ العِلاج، و أحد طُرق التحضير للعِلاج هي أن تُفَكِر بِعلاجك على أنهُ فترة للتركيز على نفسِك وعلى تحسُنِك مِن المَرض، وهذهِ هي طُرُق أُخرى للتحضير.

فكر بالناحية الإيجابية:

بعض المَرضى يشعرون بقليل مِن الأعراض الجانبية المتعلقة بتناول الطعام، أما غيرهم قد لا يشعر بها على الإطلاق، وبعض هذه الأعراض تكون خفيفة وأغلبها تختفي عند انتهاء فترة العلاج، تتوفر الآن أدوية جديدة تعمل جيدًا للسيطرة على هذه الأعراض الجانبية.

التفكير بشكل إيجابي والتحدث عن مشاعِرك وكونِك واعيًا لمرضِك وعلاجِك وتخطيطك للسيطرة على حالتِك يُساعِدك على التقليل مِن قلقك وتوتُرِك، كما يُعطيك إحساس التحكُم بِالوَضع مما يُساعدك على المُحافظة على شهيتِك.

حاول تناول الطعام حتى إذا شعرت ببعض المشاكِل في تناولِه فقد تمُر بِضعة أيام ستشعر خلالها بمُتعة تناول الطعام.

اتباع نظام غِذائي صحي:

وعلي الرغم من اتِباعِه، تظهر مشاكل الأكل أثناء المُعالَجة، وهُنا سنستعرِض كيف يُمكننا السيطرة علي مشاكِل الأكل أثناء المُعالَجة؛ وسائِل علاج السَّرطان فعالةٌ جِدًا إنّ كانت جِراحة أو عِلاج إشعاعي أو كيميائي أو علاج بيولوجي(مناعي)،على الرغم مِن أنّ هذه الوسائِل تؤثر على الخلايا السرطانية السريعة للنمو في الجسم، فإنها تؤثر أيضًا على الخلايا الأُخرى الطبيعية التي تنمو وتنقسم بُسرعة بشكل طبيعي كالتي في الفم والجهاز الهضمي والشعر، وهذا الضرر في الخلايا الطبيعية هو الذي يُسبب الأعراض الجَانِبية التي تؤدي إلى ظُهور مشاكل في الأكل.

تختلف الأعراض الجَانِبية مِن مريض إلى آخر، وتختلف أيضًا باختلاف العضو الذي تم عِلاجُّه مِن الجِسم، وباختلاف نوع ومُدِة العِلاج وجُرعتُه؛ الخبرُ السار هو أنّ هُناك أشخاص لا تَظهرُعِندهُم أيُّ أعراضٍ جَانِبية، وأن مُعظم الأعراض الجَانِبية تختفي بعد نهاية العلاج، ومِن المُمكِن أيضًا السيطرة على الأعراض الجَانِبية مع الأدوية الجديدة، بعض المشاكل في الأكل يُسببها العلاج نفسُه، وفي أوقاتٍ أُخرى يُسبِبها حُزن المريض وقلقُه وخوفُه، ومِن الطبيعي أن تَشعُر بِعدم الشهية والغثيان كَردِ فِعلٍ مِن شُعورِك بِالتوتُرِ والخوف، وتتحسن مشاكل الأكل هذِه عندما تبدأُ رِحلةُ العِلاج ويُصبِح لديك إدراكٌ جيدٌ بِما يجبّ أنّ تتوقَع.


أهمية الاستشارات التغذوية لمرضى السرطان

السرطان مثله كأيّ مرض، فهناك بعض الأطعمة تُساعد في تطور المرض وتدهور من حالة المريض ومن هنا جاء دور الاستشارات التغذوية لتُنير الطريق لمرضى السرطان، وسوف نتحدث بالتفصيل عن علاقة تِلك الأطعمة بِالمرَض.

السُكر وعلاقتُه بالسَّرطان:

في حقيقة الأمر الخلايا السرطانية تتغذى على السُكر الأبيض بكل تأكيد، ولكن خلايا جسدك السليمة تتغذى أيضًا على السُكر الذي يُسمى الجلوكوز في مجرى الدم لتزويده بالطاقة حيث يعتبر الوقود الأساسي لجسدك وعقلك؛ يتحصل الجسد على السُكر مِن الدم؛ مِن الفواكه والخضروات والنشويات الصحية وهي مصدر أساسي له، وإذا لم يتحصل على الكمية الكافية يتم أخذُه من البُروتينات بعملية معقدة؛ ستُلاحظ أن ارتباط تناولك للسُكر والسرطان يحدث بطريقة غير مباشرة، فتناولك للكثير من السُكر يزيد من السعرات الحرارية التي يحتاجها جسدك، وبالتالي زيادة في الوزن والدهون، وحيثُ أن زيادة الدهون في الجسم مُرتبط ببعض أنواع السرطان.

إضافة القليل من السكر والمحليات كونها بها سعرات حرارية وهي أيضا قليلة الألياف الغذائية والقيم الغذائية، وتزيد من مقاومة" الأنسولين " وهو هرمون مسئول عن تنظيم السكر في الدم، وبالتالي يزيد الإصابة بمرض السُكري والقلب وزيادة الوزن والسمنة.

اللحوم الحمراء المحفوظة وعلاقتها بالسرطان:

قلل من تناول اللحوم الحمراء مثل لحم البقر والخروف والجمل إلى 18 وقية خلال الأسبوع أو أقل من ذلك. وتجنب اللحوم المحفوظة مثل اللحم المقدد، واللانشون والنقانق(سجق) للتقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ولأن المتعايشين مع السرطان أكثر عُرضة لمخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، وأيضًا تناولك القليل من اللحوم يحسن من الصحة العامة بالكامل.

الأغذية العُضوية وعِلاقتها بالسَّرطان:

هي طعام يتم انتاجه بنظام زراعي يتجنب استخدام المبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيماوية، وخلال إنتاجها لا يتم معالجتها بالتعرض للإشعاع أو المذيبات الصناعية.

هناك عدة أسباب تشجعك على تناول المحاصيل الزراعية العضوية، وذلك لقلة تعرضها للمبيدات الحشرية التي مع مرور الوقت تزيد من احتماليه الإصابة بالسرطان.

لكن تبقى أهمية تناولك للفواكه والخضروات والحبوب الكاملة أفضل من عدم تناولَك لها لتعرضها للمبيدات الحشرية.

المعززات الحيوية وعِلاقتها بالسَّرطان (Probiotic):

البروبيوتيك أو المعززات الحيوية هي عبارة عن بكتيريا نافعة موجودة بشكل طبيعي في أماكن مختلفة في جسم الإنسان، وتعمل على المحافظة على صحتك وذلك بالتوازن بين البكتيريا النافعة والضارة، وهذه البكتيريا النافعة مثل lactobacillus موجودة أيضا في اللبن الرائب والزبادي والمخللات كالملفوف المخمر وبعض أنواع الأجبان والخُبز، وتتغذى هذه الكائنات النافعة على ما يسمي بروبيوتيك وهي على سبيل المثال (الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات)، والتي تساعد على هضم الطعام.

أهميتها:

- لها فوائد عديدة للجسم، حيث تلعب البكتيريا الموجودة في القولون دورًا هامًا في الوقاية من السرطان بأن تعمل على تغيير قدرة الأحياء الدقيقة الأُخرى على إنتاج المواد المُسرطِنة.

- تأخير تطور ونمو الأورام لأنها مُضادة للطَفرات.

- تنشيط الجهاز المناعي.


 تسكين ألم السرطان طبيعيا

عندما يُعَالَج المرض بواسطِة الغِذاء يغدو مُهمًا أن يتم التصنيف السليم للمرض بتحديد الصفة الغالبة عليه " الين", أم "اليانج" أم النقيضين معًا، ويصدق هذا بشكل خاص في حالة وجود مرض يهدد الحياة ذاتها مثل السرطان، فإذا ما حدث التصنيف حينها يُمكن تحديد التوصيات الغذائية بدقة أكبر بحيث يخفف من وطأة الإصابة؛ ومن شأن موضع الورم في الجسم عادةً أن يُحدد إن كان نوع السرطان ين أم يانج، ومع ذلك فإن إصابة عضو ما بالسرطان قد تكون في بعض الحالات ين أو يانج، و في حالة السرطان الذي تغلب فيه خصائص اليانج يتعين إتباع ما ورد في النظام الغذائي الوافي من السرطان بعد إدخال تعديلات طفيفة لزيادة عناصر الين، والعكس صحيح في حالة الإصابة بسرطانات الين؛إذ لابد من إتباع النظام الغذائي المعياري مع تعديله جزئيا وبتحقيق الاعتدال في النظام الغِذائي، وإن تطلب ذلك إدخال بعض التعديلات عليه نستطيع الوصول إلى حالة التوازن الصحي، وتعتبر هذه الطريقة المنطقية أساس الطب والتطبيب، سواء في الشرق أم الغرب.


الخاتِمة

إجمالًا يجب على أي مُقترحات غِذائية أن تعمل في الأساس على استعادة التوازن الطبيعي بإعادة حالة الين أو اليانج الشديدة إلى حالة ين أو يانج سوية، ومن علامات الإفراط في حالة الين (السلبية ،اللامبالاة والخجل)، أما علامات الإفراط في اليانج فتشمل؛(النشاط الزائد، العدوانية والصخب)، وبمجرد استعادة حالة التوازن الطبيعي لن يُضطر الجِسم إلى تجميع السموم الزائدة فيه بشكل أورام سرطانية، وإذا تذكرنا وجهة النظر الكلية هذه نستطيع أن نتجنب الوقوع في متاهة الأعراض التي لا تنتهي.

المراجع

- كتاب موسوعة الغذاء الواقي من السرطان، إعداد: د. يوسف البدر.

- الوقاية مِن أمراض السَّرطان والتخلُّص مِن سُموم الجِسم بطريقة الشاولين الصينية، إعداد: يُوسُف الشُرفاء.

- بعضُ السَماتِ الشخصية لدى عينةٍ مِن مَرضى السَّرطان، دِراسة ميدانية بمُستشفى الزهراوي.

- السَّرطان والغِذاء ورِحلةُ الشِفاء، دليل غِذائي لِمريض السَّرطان وعائِلتُه.



الكاتبة/ سارة عبد المنعم

تصميم/ نورا عبدالهادي


لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو...



أحمد الأصلي
أحمد الأصلي
أحمد الأصلي: رائد أعمال وخبير تربوي. رئيس مجلس إدارة موقع سبأ نيوز. مؤسس أكاديمية التدريس. مؤلف كتاب "درب المعلم المثالي". محاضر دورة التدريس أونلاين ودورة التعلم المثمر، ومنشئ محتوى علمي، وله عدة مقالات في المجال التربوي تم نشرها في الجرائد والمجلات المصرية. وهو أيضا مؤسس ومدير مؤسسة "مُسْلِمُونْ" لتنمية الوعي الديني والشرعي للمسلم والتوعية بتعاليم الإسلام لغير المسلم. حاصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من كلية التربية جامعة الأزهر بنين بالقاهرة.
تعليقات