استراتيجيات التعليم الإلكتروني - أكاديمية التدريس

       بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد... 

استراتيجيات التعليم الإلكتروني - أكاديمية التدريس

المقدمة 

 يُعد التعليم الإلكتروني أسلوب من أساليب التعليم في إيصال المعلومة للمتعلم، ويتم فيه استخدام آليات الإتصال الحديثة من حاسب آلي وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصور  ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي؛ أي استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة. قد جعلت ثورة المعلومات العالم أشبه بشاشة إلكترونية صغيرة في عصر الإمتزاج بين تكنولوجيا الإعلام والمعلومات والثقافة والتكنولوجيا، وأصبح الإتصال إلكترونيًا وتبادل الأخبار والمعلومات بين شبكات الحاسب الآلي حقيقة ملموسة، مما أتاح سرعة الوصول إلى مراكز العلم والمعرفة والمكتبات والإطلاع على الجديد لحظة بلحظة.

استراتيجيات التعلم الالكتروني

 استراتيجية التعلم المقلوب:

استراتيجية في التدريس يتم من خلالها عرض المادة الدراسية بواسطة الوسائط الإلكترونية المتعددة والمختلفة التي تدعو إلى الإثارة والتشويق وبث روح التعاون والمشاركة الفعّالة بين الطالب والمعلم وبين الطلاب أنفسهم والخروج بأفكار جديدة لم تكن معروفة من قبل.

استراتيجية عقود التعلم: 

تهدف إلى التوفيق بين احتياجات المتعلمين والطريقة المناسبة لتحقيق الأهداف التعليمية، وتقوم على أساس عقد اتفاقية بين المتعلم والمعلم بحيث يقوم المتعلم بكتابة هذه الاتفاقية موضحًا فيها نمط التعلم، الفترة الزمنية التي تناسبه للتعلم، وأشكال التقويم التي يفضلها، ويوضح المعلم الأهداف التعليمية المطلوبة من المتعلم، ويتم كتابة عقود التعلم للمتعلمين عبر الويب بحيث يستفيد منها المتعلمون الآخرون.

استراتيجية المناقشة:

 تعتبر أساس المقررات الإلكترونية وهي تناسب المرحلة العمرية العليا.

استراتيجية التعلم التشاركي:

 وتقوم على عمل مجموعات صغيرة لديهم احتياجات تعليمية مختلفة بحيث يتم تبادل الأفكار والخبرات بين الطلبة ليتم تعيين طالب من كل مجموعة بشكل دوري ليقوم بتمثيل مجموعته عبر الويب.

استراتيجية التوجيه الذاتي: 

تعتمد كثيراً على المتعلمين، بحيث يضع المعلم الخطوط العريضة للمحتوى التعليمي وعلى المتعلم اختيار الطريقة المناسبة لتحقيق الأهداف التعليمية، ويتم من خلالها استخدام المتعلم للمصادر التعليمية المختلفة من مكتبات إلكترونية وعناصر التعلم الإلكترونية.

العصف الذهني الإلكتروني: 

أسلوب يهدف إلى إثارة التفكير وقدح الذهن، ويتبع فيها عدة قواعد منها قبول جميع الأفكار، وتشجيع الطلاب لبناء أفكار الآخرين، واستخراج الأفكار والآراء من الأعضاء الصامتين وإعطائهم تعزيزًا إيجابيًا.

استراتيجية تقصي المعرفة:

 تعتمد على الأنشطة الإستكشافية التي يعدها المعلم ويقوم الطلبة بتنفيذها من خلال أنشطة محددة تحتوي على روابط مصادر إلكترونية عبر الويب، وعلى طرق التقييم الذاتي التي يعتمد عليها المتعلم لمعرفة ما تم تحقيقه من الأهداف التعليمية المطلوبة.

استراتيجية المشاريع: 

تتناسب مع توجهات الطلبة العملية، حيث تعتمد على نشاط المتعلم وتنفيذه للمهام التعليمية المطلوبة في صورة مشروع نهائي، ويقدم المعلم التغذية الراجعة المناسبة للطلبة من خلال بيئة تعليمية إلكترونية، وغالبًا ما يتم دمج استراتيجيات أخرى مع هذه الإستراتيجية.

الألعاب التعليمية: 

تهدف إلى تعليم موضوعات الدراسة من خلال الألعاب المُسلية بغرض الإثارة والتشويق التي تحبب المتعلمين في تعلم هذه الموضوعات كما تنمي لديهم القدرة على حل المشكلات وتحتوي كل لعبة على عدد من المكونات منها مضمون اللعبة، والأهداف التعليمية للعبة، وقواعد اللعبة ودور اللاعبين، والتعليمات الخاصة باللعب وكيفية حساب المكسب والخسارة، وهذه المكونات يجب أن تكون معروفة للمتعلم قبل ممارسة اللعبة.

التعلم المبرمج:

 يتم فيه تجزئة المحتوى إلى وحدات تعليمية صغيرة مرتبطة مع بعضها بشكل تحدد فيه مسارات متعددة يتفاعل معها المتعلم ويعتمد انتقال المتعلم بين أجزاء المقرر على إجابته عن الأسئلة المختلفة من خلال اختبارات ذاتية.

التعلم التعاوني الإلكتروني: 

يتعاون الطلاب معا لتحقيق هدف تعليمي محدد ككتابة ورقة بحثية أو البحث عن مفهوم ما على الشبكة.

الاكتشاف الإلكتروني:

 تقوم على جعل المواقف التعليمية تحتوي على مشكلات تثير لدى المتعلم شعوراً بالحيرة والتساؤل، وتدفعه إلى البحث والاستقصاء عن المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تمكنه من تكوين السلوك الذي يساهم في فهم هذه المشكلات وحلها.

حل المشكلات الإلكتروني:

 تهدف إلى مساعدة المتعلم، ليتمكن من إدراك المفاهيم المعرفية الأساسية في حل المشكلات التعليمية التي قد تواجهه وتوجيه سلوكه وقدراته، ويمكن تطبيقها عن طريق طرح مشكلة بحثية على الطلاب من خلال صفحة المقرر بحيث يطلب منهم توظيف ما قد تعلموه لحل المشكلة ولكن بشكل فردي، ويقوم كل طالب بمناقشة المعلم عبر الويب.

الوسائط المتعددة والفائقة: 

يتم استخدام المفاهيم والمهارات الإلكترونية وتنميتها وعرض المحتوى التعليمي من خلالها بدلًامن الطرق التقليدية.

البيان العملي الإلكتروني: ويتم استخدام البيان العملي في أداء المهارات أمام الطالب بعد إعداد خطواتها إلكترونيًا على وسائط إلكترونية لتأكيد المعلومة العلمية بعرض خطوات التنفيذ.

المحاكاة:

 هي تمثيل لموقف أو مجموعة من المواقف الحقيقية التي يصعب على المتعلم دراستها على الواقع نظرًا لتكلفتها أو خطورتها، حتى يتيسر عرضها والتعمق فيها لاستكشاف أسرارها، والتعرف على نتائجها المحتملة عن قرب.

المختبرات الافتراضيّة:

بيئات تعليم وتعلّم إلكترونيّةً افتراضيّةً، تحدث فيها محاكاة المختبرات ومعامل العلوم الحقيقيّة، وذلك بتطبيق التجارب العلميّة افتراضيًّا، بصورة تحاكي التطبيق الحقيقيّ، وتكون متاحةً للاستخدام من خلال الأقراص المدمجة أو من خلال موقع على شبكة الإنترنت.

طرق توظيف استراتيجيات التعلم الإلكتروني

يمكن توظيف استراتيجيات التعلم الإلكتروني في عمليتي التعليم والتعلم بإحدى ثلاث نماذج وهي:

النموذج الجزئي أو المساعد: 

ويتم من خلاله توظيف بعض أدوات التعلم الإلكتروني في دعم عملية التعلم الصفي وقد يتم أثناء الدوام المدرسي أو خارجه

النموذج المختلط: وهو يتضمن الجمع بين التعليم الصفي والإلكتروني في مختبر الحاسوب.

النموذج الكامل للتعلم الإلكتروني:

 وبه يتم التعلم خارج حدود الصف الدراسي حيث تتحول الفصول إلى فصول افتراضية باستخدام أدوات التعلم الإلكتروني مثل غرف المحادثة والمنتديات والمؤتمرات الإلكترونية.

أدوار المعلم في التعليم الإليكترونى

١- دوره كوسيط تعليمي ومنظم للتواصل:

لقد كان ينظر إلى العملية التعليمية على أنها : عملية اتصال طرفاها المعلم (مرسل) والتلميذ (مستقل) ، يتم فيها نقل المعرفة (الرسالة) عن طريق (وسيط) تختلف أنواعه . ولكن مثل هذا التحديد والفصل بين أدوار العناصر الأربعة لعملية الاتصال لا يتماشى مع النظرة الحديثة للتربية التي تعنى بتكامل عملية الاتصال.

فالوسائط هي ذاتها قنوات أساسية لتوصيل المادة الدراسية ، والعنصر الوسيط قد يكون في نفس الوقت هو المرسل (المعلم) ، فالمعلم في ظل نظم الوسائط لم يعد بالضرورة ( مرسلًا ) ، بمعنى آخر لم يعد المعلم ناقلًا للمعرفة أو شارحًا لها فحسب ، بل أصبح دوره كوسيط تعليمي يقتصر على الأعمال التي لا يمكن لغيره من الوسائط أداءها بنفس الكفاءة” ، ومن ذلك سعيه لتنظيم التواصل الفعال بينه وبين تلاميذه .

٢- دوره كمعد للأهداف:

فهو معني بتحديد الأهداف السلوكية على شكل نتاجات تعليمية منتظرة ، على أن تكون مرتبطة بالأهداف التربوية العامة

3 - دوره كمُشخص:

ولكي يسهل المعلم أداء مهمته ، كما يسهل عملية التعلم عند طلابه ، ويجعل العملية التعليمية أكثر نجاعة ، يقوم المعلم بالتعرف على خصائص طلابه. وتحديدها ، لأن ذلك يعينه على فهم طبيعة المتعلمين الذين يتعامل معهم ” فيحدد نواحي القوة والضعف عندهم ، ومستوى القدرة على التعلم لدى كل منهم “.

يقوم المعلم بعمليات تشخيصية عدة منها:

١- تشخيص مسحي:

 ويقوم المعلم فيه بعملية غربلة صفية يتعرف فيها على القادرين من طلابه على إنجاز الأهداف التعليمية الموضوعة، مستخدمة في ذلك الاختبارات التحصيلية ، واختبارات القدرات العقلية ، وراجعا كذلك إلى ملفات الطلاب للوقوف على مستواهم الثقافي والإقتصادي والإجتماعي ، وسجلهم التراكمي.

٢- تشخيص محدد:

يتعرف فيه على الفروق الفردية التي تسبب الضعف التحصيلي عند بعض الطلاب.

٣-  تشخيص مركز:

يتعرف فيه على من يحتاج إلى برامج علاجية وتعليمية خاصة ، مستخدما في ذلك العديد من الاختبارات للوقوف على أسباب التخلف ومظاهر العلاج وطرقه .

ويتمثل دور المعلم هنا في : “الأخذ بيد الضعيف ليضعه على طريق الفهم الصحيح ، وعلى طريق الثقة بالنفس ، وفي نفس الوقت توجيه القوي المتمكن نحو المزيد من القراءات والبحوث ، ونحو مزيد من الإطلاع”.

 ٤- دوره كمصمم للبرامج:

أصبح المعلم مخططًا لخبرات وأنشطة تعليمية ترتبط بالأهداف المخططة ، وتناسب مستوى المتعلمين وطرق تفكيرهم ، وتسهم إسهاما فعالا في مساعدتهم على بلوغ الأهداف التعليمية . كما أصبح المعلم مسؤولًا عن إعداد المواد التعليمية اللازمة ، كالمجمعات التعليمية ، ورزم التعلم الذاتي ؛ ليتمكن الطلبة من ممارسة عملية التعلم 

ولكي يصمم المعلم برنامجا لابد له من : ” أن يحدد السلوك النهائي ، أي ما يتعلم ، ثم ينبغي أن يرتب المصطلحات والحقائق والقوانين في تسلسل ؛ ليؤدي بالمتعلم إلى السلوك النهائي المرغوب فيه ، وهذا يتطلب أن تكون الخطوات من الصغر بحيث يصل تواتر التعزيز إلى حده الأقصى” .

٥- دوره كمخطط وموجه للعملية التعليمية التعلمية:

وذلك بإتباعه طريقة منهجية منظمة تمكنه من ضبط المثيرات (المادة التعليمية والحوادث التعزيزية (التغذية الراجعة) بشكل دقيق جدة ، ويتم ذلك عن طريق تجزئة المادة التعليمية إلى وحدات بسيطة وتقويمها بشكل متسلسل، بحيث يستجيب كل متعلم لكل وحدة من هذه الوحدات ، ثم يزود مباشرة بالتغذية الراجعة للتأكد من صحة استجابته أو تعديلها، إذا كانت على نحو غير مرغوب فيه.

ولا شك بأن هذه الطريقة تقود المتعلم تدريجيا إلى أداء السلوك المرغوب فيه ، وتجعله أكثر قدرة على التعلم كلما تقدم في تنفيذ البرنامج التعليمي ، لأن تعزيز كل استجابة صحيحة على حدة ، يزود المتعلم بمزيد من الفرص للاستجابة للوحدات التالية بشكل صحيح ، ويقوي لديه دافعية التعلم والرغبة في النجاح”.

٦- دوره كمهندس للسلوك وضابط لبيئة التعلم:

ودور المعلم هنا لا يقتصر على تحليل سلوك المتعلم ومن ثم تعديله ، وإنما يتعدى ذلك ليشمل هندسة سلوكه ، وذلك عن طريق “ترتيب بيئة التعلم ، بحيث يحصل المتعلم على السلوك المراد”.

ومن الواضح أن ثمة اتصالات بين هندسة السلوك ، وتحليل السلوك أو تعديله ، من حيث مدى اهتمام مهندس السلوك بشكل أكبر بمباديء التعزيز . كذلك فإن العمليات التي يقوم بها مهندس السلوك أثناء تصميمه للبرنامج ، وإدارته الشروط التعزيز ، وقيامه بعمليات تقويمية منظمة بقصد الاطلاع على تقدم المتعلمين وتحسنهم ، كل ذلك يؤدي إلى التعرف على الجوانب التي تحتاج إلى تعديل . وبعبارة أخرى يمكن القول : إن هندسة السلوك تقود وتؤدي إلى تعديل السلوك .

7- دوره كمهندس اجتماعي:

فهو يشجع التفاعل بين أفراد الجماعة ، ويستثير الإتصال بين التلاميذ ، ويتعرف على حقيقة أن البشر مخلوقات اجتماعية تنمو وتتطور من خلال التفاعل في مواقف اجتماعية ذات معنى” 

8- دوره كموفر للتسهيلات اللازمة للتعلم:

فهو ” يحدد امکانات مختلف مصادر التعلم ، ويساعد التلاميذ على اختيار البدائل التعليمية المناسبة ، ومن ثم يسهل تحقيق أهداف التعلم “.

 ٩- دوره كمستشار:

يتعاون مع الآباء ، ومع زملائه من المعلمين ، وكذلك مع المجتمع المحلي ، من أجل تنظيم التعلم للتلاميذ .

10- دوره كمتخصص في الوسائل التعليمية:

حيث يكون قادرة على استخدامها ، وصيانتها ، وعارفة بمصادرها ، وقادرًا كذلك على تقويم صلتها بالأهداف التدريسية .

الخاتمة 

وفى الختام فإن للتعليم الإلكتروني دور رئيسي في تطوير التعليم و مواكبة التطورات التكنولوجية لهذا العصر ويحقق الهدف الأساسى لمنظومة التعليم الحديثة و التى تتمركز حول المتعلم كمحور العمليه التعليمية وكذلك دور المعلم الذى لا يقل أهمية في تفعيل التعليم بالطرق الحديثة طموحه ومرشد وموضة للمعلومة ومدرب المحترف في استخدام تقنيات الحديثة لذا وجب تنمية المعلم مهنيًا حتى يكون عنصرًا فعالًا في منظومة التعليم الحديثة


المراجع

- مقدمة شاملة عن التعليم الإلكترونى مجلة الفيزياء العصرية

- دور التعلم في تكنولوجيا التعليم محمد بركات

- إستراتيجيات التعليم الإلكترونى فداء محمد الشوبكي ٢٠٢٢ 

أعده/ رشا إبراهيم صابر محمد 

- معلم أول أ علوم/ دراسات عليا مناهج وطرق تدريس علوم 


الكاتب/ رشا ابراهيم 

تصميم/ فاطمة الزهراء أمين 


لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو...