اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه - أكاديمية التدريس

      بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...


اضطراب فرض الحركة وتشتت الانتباه - أكاديمية التدريس

مقدمة

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هي حالة تتسم بظهور مؤشرات زيادة النشاط وفقدان التركيز، وتصيب العديد من الأطفال، وتبدأ أعراضها في الظهور على الأغلب من بداية سن ٤ سنوات إلى ١٢ سنة، وقد تستمر هذه الحالة مع تقدم العمر أيضًا، وتبدأ بأعراض معينة وتؤدي فيما بعد إلى تدهور في النواحي الاجتماعية والتعليمية من حياة الطفل أو الشخص المصاب.

تعريف المرض

هو أحد اضطرابات النمو العصبية ينتج عن نقص في كمية الموصلات الكيميائية (الدوبامين، النورأدرينالين) في قشرة الجزء الأمامي (الفص الجبهي) التي تسهل للخلايا تنفيذ عملها والتواصل بين أطراف الدماغ.

كيف أكتشف إصابة الطفل بفرط الحركة وتشتت الانتباه؟

لا بد أن تظهر على الطفل بعض من الأعراض الآتية، فهناك دراسة تؤكد على أن  المصابين بال"ADHD" أو ما يعرف "اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه" لا بد من ظهور بعض هذه الظواهر عليهم:

- عدم استطاعة الطفل البقاء في نفس الوضعية لأكثر من دقائق.

- كثرة الكلام وضعف الثقة بالنفس.

- فقدان التركيز بسرعة والإلحاح.

- احتمالية النسيان والفوضى.

- كثرة الحركة وحب الإبهار ولفت الانتباه.

- نقص الانتباه أغلب الوقت.

- صعوبة السيطرة عليه.

- تحصيله الدراسي ضئيل وغير قادر على إنهاء واجباته المدرسية.

- عصبي وشديد الاندفاع.

- عنيد ويشعر بالملل سريعًا.

- غير صبور (إيجاد الطفل صعوبة في انتظار دوره).

- غير قادر على الاستماع للأوامر لبعض الأمور في بعض الأحيان.

- امتناعه عن أداء المهمات التي لا يفضلها.

- مقاطعة الطفل لمن يتحدث والتسبب في إزعاجه.

 الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

النوع الأول:

حالة الطفل يغلب عليها أعراض فرط الحركة ولكن لا تظهر عليه أعراض تشتت الانتباه.

النوع الثاني:

يغلب عليه أعراض تشتت الانتباه ولا يمارس حركة مفرطة بشكل ملحوظ.

النوع الثالث: 

نوع يعاني من الاضطرابين بنفس القدرة وبشكل ملحوظ.

 أسباب الإصابة بالاضطراب

لقد اكتشف العلماء من خلال الصور الدماغية والعصبية الحديثة أن هناك مناطق في الدماغ أصغر من غيرها في الأطفال المصابين مقارنة مع الأطفال المعافين، ومن هذه المناطق جزء من المخيخ وجزء من العقد القاعدية في الدماغ، وأيضًا يوجد أسباب مختلفة أخرى ومنها:
- العوامل البيولوجية أو الوراثية (التاريخ العائلي).
- العوامل البيئية.
- الأغذية وعلاقتها بفرط الحركة.
- التعرض للسموم.
- التعرض للإصابات أثناء الحمل أو الولادة أو الشهور الاولى بعد الولادة.

تشخيص المرض

 على الرغم من أنه من الطبيعي أن يكون لدى الشخص بعض هذه الأعراض؛ ولكن يبدأ الاشتباه بالاضطراب في حال كانت:
حادة جدا.
- تظهر في كثير من الأحيان.
- تؤثر سلبا في حياتهم الاجتماعية وأدائهم الدراسي أو إنتاجهم في العمل.
ولا يوجد تحليل لتشخيص الاضطراب؛ ولذلك فإن التشخيص يتم بتقييم شامل للحالة على يد طبيب مختص عن طريق:

الفحص السريري:

 لاستبعاد كافة الاحتمالات الأخرى التي قد تسبب نفس أعراض الاضطراب.

جمع المعلومات:

كالتاريخ المرضي والعائلي للشخص، ومطابقة معايير الحالة بمعايير التشخيص. 

مقياس تقدير:

لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (كونر).

العلاج

يعتمد علاج الاضطراب على ثلاث ركائز أساسية يكمل بعضها بعضًا:

العلاج الدوائي:

يساعد على زيادة التركيز والانتباه لمدة أطول، تقليص الحركة والاندفاعية، وتنقسم الأدوية المستخدمة إلى نوعين:

الأدوية المنشطة:

تعمل على تنشيط الناقلات العصبية، وبالتالي رفع القدرة على التركيز والتحكم بالسلوكيات.

الأدوية غير المنشطة (المثبطة).

تعمل على تقوية المستقبلات الكيميائية في خلايا الدماغ وزيادة فعالية الناقلات العصبية لتحسين القدرة على التركيز.

العلاج السلوكي والتربوي:

يعتمد هذا العلاج على تعديل سلوكيات الطفل عن طريق أساليب واستراتيجيات يستخدمها الأهل؛ لاستبدال سلوكياته السلبية بالإيجابية وتدريبه على اكتساب مهارات جديدة، مثل:

- تواجد الطفل في جو هادئ وحنون في المنزل وعدم تعريضه لأي تغيير مفاجئ. 

- التساهل في وضع الحدود بحيث تكون قليلة وواضحة وسهلة التذكر.

- تجنب استخدام أسلوب الأمر واستبداله بالطلب منه بهدوء.

- إعادة ما سمع من توجيهات ومدحه عندما ينجح في اتباعها.

- تجزئة المهمات المطلوبة من الطفل إلى أنشطة صغيرة بدلًا من نشاط واحد كبير.

- الإجابة عن تساؤلات الطفل -حتى ولو كانت كثيرة ومتكررة- إجابات منطقية غير ناقصة.

- الإكثار من القراءة وسرد الحكايات له لتشجيعه على الإنصات والانتباه الجيد.

- على الأهل أن يحاولوا التعرف أكثر على حالة الطفل وكيفية مخاطبته والتعامل معه وكسب ثقته، فالأهل هم بر الأمان للطفل.

فالعلاج الدوائي فعَّال في السيطرة على أعراض الاضطراب الرئيسة؛ ولكن استخدامه وحده لا يغني عن العلاج السلوكي والتربوي المكملين له.

الوقاية

على الرغم من صعوبة الوقاية منه (تكاد تكون مستحيلة في حال توفر أكثر من عامل خطورة)، إلا أنه توجد بعض الطرق التي قد تقلل نسبة الإصابة به؛ ولكن لا توجد دراسات كافية تثبت فعاليتها:

- حماية الطفل أثناء الحمل أو في السنوات الأولى من عمره من التعرض لأي ملوثات بيئية كالرصاص (طلاء الجدران المحتوي عليها) والزئبق والمبيدات الحشرات.

- تجنب التدخين خاصة أثناء الحمل (سواء للأم أو الأب) أو حتى التواجد في أماكن يكثر فيها المدخنين.

الأسئلة الشائعة

١- هل يختفي الاضطراب بعد مرحلة البلوغ؟

قد لا تكون أعراض الاضطراب واضحة لدى الكبار؛ بل يقل فرط الحركة؛ ولكن قد تستمر لديهم الاندفاعية وتشتت الانتباه.

٢- هل يمكن الكشف عنه أثناء فحص ما قبل الزواج؟

لا يمكن الكشف عنه؛ لأن الجين أو الكروموسوم المسبب له غير معروف.

دور المعلم تجاه الطفل المريض

استراتيجيات في الفصل:

لست مضطرًا لانتظار تشخيص رسمي، وإنما بإمكانك البدء بالعمل بهذه الاقتراحات (ووضع خطة تشتمل النقاط التالية)، حيث تجدها مناسبةً، فقد تساعد أي طالب يعاني من مشاكل في التركيز، والتشتت أو النشاط الزائد:

- التعديل في الترتيب المقاعد في الفصل.

- طريقة إلقاء الدرس.

- الواجبات.

- أساليب الامتحانات.

- أسلوب إدارة الصف.

- يجب توضيح التوقعات وقوانين المدرسة / الصف لهم.

- تصميم المهام / الأهداف الأكاديمية بطريقة واضحة وسهلة.

- تجزئة الأعمال إلى خطوات صغيرة ووحدات أقل تعقيدًا.

- دمج التعزيزات لكل خطوة يتمها الطالب.

- إعطاء وقت أكثر خاصة عند الامتحانات.

وجد بعض المعلمون أن وضع فرق عمل أو تقسيم الفصل وسيلة جيدة لتشجيع الطلبة ومساعدتهم على التركيز على ما هو مطلوب.

استراتيجيات لمساعدة الطالب

لا توجد خطة واحدة أو طريقة أو ترتيب أفضل من غيرها مع الجميع؛ وذلك لأنه لا يوجد طفلان يعانيان من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تتطابق عندهما الأعراض تمامًا، فكل طفل مميز، وكل طفل تظهر عليه أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل يختلف قليلًا عن غيره، ولكن يمكن مساعدة الأطفال كلٌ حسب حالته عن طريق ما يأتي:

- وضع مكتب الطالب عند مقدمة الفصل أو بالقرب من المدرس.

- الحرص على إبقاء التواصل البصري.

- استخدام الإشارات لتوضيح نقط معينة.

- إزالة الوسائل والأدوات الزائدة في وقت حل المسائل وكل ما قد يلفت نظر الطالب.

- اطلب من الطالب (أو الفصل بكامله لعدم التفرقة) بإدخال الأدوات إلى حقائبهم عند عدم استخدامها.

- تحديد مكان لوضع أدوات الفصل والكتب.

- قد يحتاج الطلبة إلى توجيه شفوي ومرئي.

- تمهيد التغيرات أو التنقل من نشاط إلى آخر.

- عند السؤال: الفظ اسم الطالب ثم انتظر عدة ثوانٍ ثم اسأل السؤال بطريقة مختصرة واضحة.

- تنويع أساليب التدريس أو إدخال أنشطة إلى المادة يجعلها أكثر إثارة.

- تعديل نوع التمارين المطلوبة أو الواجبات أو حتى لون الأوراق المستخدمة.

التعامل مع الطفل و إدارة التصرفات

الأطفال الذين لديهم اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه يستجيبون بشكل جيد للمكافأة التي تعطى على التصرفات الجيدة لتعزيزها.

- من الممكن إيجاد ووضع نظام نقاط حيث يكسب الطلبة عددًا من النقاط عند التزامهم بقاعدة معينة، ويفقدونها عند عدم التزامهم بها. كذلك قد تجد أن استخدام الملصقات أو اللوحات مجدٍ عند الطلبة الأصغر سِنًّا. 

- ركز على عدد قليل من التصرفات في وقت واحد وضعها في خطة تعديل السلوك. قد يستطيع بعض الأطفال العمل لتحقيق هدف معين ونيل المكافآت بعد فترة ما (نهاية الأسبوع مثلًا) ولكن البعض الآخر لا يستطيع الصبر فيتوجب علينا اتباع أسلوب مكافأة العمل أو التصرف حال حدوثه.

الاختبارات 

- إعطاء وقت إضافي.

- السماح للطالب بالجلوس في مكان هادي.

- زيادة عدد الاختبارات لتحسين المعدل المتوسط.

- السماح للطالب بإعادة الاختبار أو الإجابة على سؤال تجاوزه دون إجابة.

- إعطاء التوجيهات وقراءتها.

- تدريب الطالب على أخذ الامتحانات (كيف يقرأ السؤال ويجزئه المراجعة).

- السماح بالإجابة الشفهية.

- توفير نموذج من الاختبار مجزأ إلى أجزاء صغيرة واضحة.

- استخدام أسئلة تكون إجابتها علامة (X -?) واختيار الجواب الصحيح.

- لا تقيم الإملاء كجزء من مضمون الإجابة (مثلًا في مادة العلوم).

- طباعة الأسئلة (لا تكون مكتوبة بخط اليد).

مادة الرياضيات

- السماح باستخدام الآلة الحاسبة.

- قلل من عدد المسائل في الورقة الواحدة.

- استخدام أوراق ذات (أعمدة / مربعات) بحيث تسهل على الطالب ترتيب الأعداد والخانات.

- إلصاق خط الأعداد على مكتب الطالب.

- قراءة المسائل وتحليلها.

- استخدام الصور أو الرسم البياني.

- توفير بعض الأدوات ليستخدمها الطالب مثل الخرز.

توجيهات عامة

- استخدام الأوراق الصغيرة أو توضيح أو التأشير على الواجبات في الكتب.

- مساعدة الطالب على تطوير واستخدام قوائم لمراقبة نفسه (قائمة أدوات).

- وضع المسطرة تحت الجملة المقروءة.

- توزيع أوراق العمل كل واحدة على حدة (واحدة تلو الأخرى).

- استخدام ملف خاص أو دفتر لتدوين الواجبات المنزلية والملاحظات.

- وضع نظام عام للفصل: كيف ندخل بداية اليوم، كيف نسلم الأعمال والواجبات، ما هو مكان الكتب، الأدوات، الأشياء الخاصة للتلاميذ.. إلخ.

السلوك والتصرف

- تحديد وقت في بداية الصباح لتنظيم اليوم الدراسي مع الطالب.

- تعديل ردود الفعل أو الجزاء مثلا: مكافأة الطالب كثير النسيان في حالة عدم نسيانه أدواته بدلًا من عقابه عندما ينسى.

- التقليل قدر الإمكان من العقاب واستخدام التعزيز بدلًا منه.

- تطوير خطط تعديل سلوك ووضعها حسب حالة كل طالب بطريقة إيجابية متواصلة.

- زيادة عدد المرات التي يكافأ فيها الطالب.

- الاتفاق مع الطالب على إشارة أو كلمة تدله على أن تصرفه غير مقبول أو غير مناسب.

- عدم الالتفات للتصرفات التي لا تزعج الصف بشكل كبير.

- تحديد مكان داخل الفصل أو خارجه يمكن للطالب الذهاب إليه لإبعاد نفسه عن باقي الصف وتسمى بمنطقة ”الأمان” أو ”الهدوء” عند التوتر أو القلق.

- توفير بدائل للعادات أو التصرفات المزعجة غير المقصودة، فمثلًا الطالب الذي يضرب بالقلم على طاولته باستمرار، نستطيع إعطاءه قطعة إسفنج أو ما شابهها.

- الانتباه لأي تغير في التصرف الذي قد يكون له علاقة بعلاج معين.

المراجع

- المرجع الأول :- Attention-deficit/hyperactivity disorder. In: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders DSM-5. 5th ed. Arlington, Va.: American Psychiatric Association; 2013. https://dsm.psychiatryonline.org. Accessed Jan. 26, 2019. 


المرجع الثاني:- AskMayoExpert. Attention-deficit/hyperactivity disorder. Rochester, Minn.: Mayo Foundation for Medical Education and Research; 2017


الكاتبة/ شاهندا جابر

تصميم/ فاطمة الزهراء أمين


لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو...