https://www.sabaanews.com
أحدث المقالات

التعليم المستند إلى حل المشكلات - أكاديمية التدريس



التعليم المستند إلى حل المشكلات - أكاديمية التدريس


 التعليم المستند الى المشكلات

لقد تطور التعليم على مر الازمنة نتيجة لاختلافات بين الماضي و الحاضر من جهة و من جهة اخرى كان لازما لمواكبة التقدم التكنولوجى ، فانتقل التعليم من التعلم التقليدى الذى يعتمد على الحفظ و التلقين الى التعلم النشط الذى يعتمد على عدة استراتيجيات متنوعة و التى جعلت المتعلم هو محور العملية التعليمية ، بعدما كان المعلم هو محورها و ذلك فى التعليم التقليدى ، ومن هذه الاستراتيجيات : الحوار و المناقشة _ حل المشكلات _ التعلم بالاستكشاف _ التعلم التعاونى _ حرف تى _ الدقيقة الواحدة _  العصف الذهني _ المخطط التقسيمي . . . . الخ

و سوف نتناول منها فى هذا المقال استراتيجية حل المشكلات.

 



مفهوم التعلم المستند الى حل المشكلات:

انه احد استراتيجيات التعلم النشط و هو فى مفهومه العام يقوم على تحويل التعليم المجرد الى خبرات قابلة للتطبيق فى عدد من المواقف الصفية او مواقف حياتية ، و يسهل قياس تلك الخبرات من حيث انعكاسها على السلوك فى المواقف لحل المشكلات ، حيث ان المدارس والمناهج ينبغى عليها ان تعكس ما يحتاجه المتعلم من خبرات لحل مشكلات المجتمع المحيطة به.




تصنيف المشكلات :

فقد تم تقسيم المشكلات عدد من المرات حسب انواعها و متعلقاتها  و وضوح الاهداف  و المعطيات و معرفة الحل......الخ


ا-فقد صنفت حسب نوع المشكلة الى :

       1-مشكلات مغلقة : 

       2-مشكلات مفتوحة :

       3-مشكلات متوسطة :

-المشكلات المغلقة : هى المشكلات التى لها حل واحد صحيح وطريقة واحدة للوصل لهذا الحل.

-المشكلات المفتوحة : و هى المشكلات التى لها اكثر من حل صحيح و اكثر من طريقة للوصول للحل.

-المشكلات المتوسطة : و هى فى موقع بين المشكلات المغلقة  و المشكلات المفتوحة ، و هى التى يكون لها حل واحد صحيح و لكن لها اكثر من طريقة للوصول الى هذا الحل.


2- وقد صنفت المشكلات حسب متعلاقاتها الى :

          1-مشكلات تتعلق بالمجتمع : 

          2-مشكلات علمية : 

-المشكلات المجتمعية : هى تلك المشكلات التى تتعلق بكل جوانب المجتمع المختلفة و التى يكون ناتج حلها تقدم المجتمع و رفهيته.

-المشكلات العلمية : و هى تلك المشكلات التى تواجة الفرد فى حياته اليومية العادية و التى يتبع خطوات البحث العلمي او ما يسمي بخطوات حل المشكلة فى حلها.


3-و قد صنف (بيت) المشكلات حسب وضوح المعطيات و الاهداف الى :

        1-مشكلات واضحة المعطيات و الاهداف .

        2-مشكلات واضحة المعطيات و مجهولة الاهداف .

        3-مشكلات مجهولة المعطيات و واضحة الاهداف .

        4-مشكلات مجهولة المعطيات و الاهداف معا .


4-فقد صنفت المشكلات حسب معرفة المعلم و المتعلم لطريقة الحل الى :

       1-المشكلة و طريقة الحل معروفة للمعلم و المتعلم ، ولكن الحل معروف فقط للمعلم .

       2-المشكلة معروفة للمعلم و المتعلم ، لكن طريقة الحل و الحل معروفان فقط للمعلم .

       3-المشكلة معروفة للمعلم و المتعلم وهناك اكثر من طريقة لحلها و المعلم وحده يعرف طرائق الحل و الحل .

       4-المشكلة معروفة للمعلم و المتعلم و كل منهما لا يعرفان طريقة الحل ولا يعرفان الحل.

       5-المشكلة ليست معروفة للمعلم و لا للمتعلم و كل منهما لا يعرفان طريقة الحل ولا يعرفان الحل.


 

واذا قد تعرفنا على انواع المشكلات ، فلا بد اذا ان نتعرف على طرق حلها و هو ما يطلق عليه احيانا ( التفكير العلمى ) و له خطوات هى :

1-الشعور بالمشكلة : فاول طريقة لحل اى مشكلة هى الاعتراف و التيقن من وجود مشكلة حقيقية يجب ايجاد حل لها.

2-تحديد المشكلة : فبعد ان تيقنت من المشكلة كان يلزم تحديدها وتحديد اسبابها وتحديد جوانبها.

3-تحليل المشكلة : الى عوامل اولية بسيطة حتى يسهل الربط بينهم، و تجميعهم معا.

4-استخدام ما تم جمعه من البيانات : و تشمل تجميع العوامل الاولية البسيطة معا.

5-فرض الفروض : يتم استخراج العديد من الحلول و محاولة وضع سيناريو لكل فرض منهم و اختيار افضل هذه السيناريوهات من اجل تطبقها و تعميمها و ذلك بعد اخبدتبار صحتها.

6-اختبار صحة الفرض : حيث لا يمكن تعميم الفرض قبل تجربته.



7-الوصول للحل الامثل : فبعد التاكد من صحة الفرض يجب تعميمه ليتم تطبيقه فى المشكلات المشابهة لتلك المشكلة  التى تم تعميم لها حل.


 

و الجدير بالذكر ان التعليم المستند الى المشكلات يعمل وفق المدرسة البنائية ؛ لانه يعمد الى ربط الخبرات القديمة بالخبرات الجديدة من اجل الوصول لحل المشكلة اى ان التعلم المستند الى المشكلات لا يبدء من نقطه الصفر، ولا يهدم ما قبله من خبرات.




دور المعلم فى التعلم المستند الى حل المشكلة :

سوف نلاحظ بان دور المعلم قد اختلف حيث:

-انتقل دورالمعلم من التلقين الى التوجيه .

-اصبح المعلم مرشدا لسلوك وتفكير المتعلم .

-اصبح المعلم محفزا للطلاب .

-اصبح المعلم ملقى لاسئلة .

-اصبح دور المعلم متعلقا بتقديم تغذية راجعية فورية للطالب .

_اصبح دور المعلم المتابعة و الاشراف على المتعلمين .

-اصبح دور المعلم التاكد من الحلول المطروحة من المتعلمين . 

-اصبح دور المعلم تقويم المتعلم .




دورالمتعلم فى التعلم المستند الى حل المشكلة:

-اصبح دور المتعلم اكثر فاعلية من ذى قبل .

-اصبح المتعلم محور العملية التعليمة .

-اصبح دور المتعلم طرح الاسئلة المتعلقة بالانشطة .

-اصبح دور المتعلم البحث عن البيانات والمعلومات خارج الكتاب المدرسي .

-اصبح دور المتعلم التامل و الربط و التحليل و التوصل لحل المشكلة .

-اصبح دور المتعلم التعبير عن الافكار الجديدة و تكوين الاراء .





علاقة التعلم المستند الى حل المشكلات بباقى استراتيجيات التعلم الاخرى:

سنجد ان التعلم المستند لحل المشكلات يرتبط ارتباطا وثيقا بالتعلم التعاوني ، حيث ان المتعلمين يعمدون الى التحليل و التجميع و الربط للمعلومات فى مجموعات ، و المشاركة اليدوية فى الانشطة ، و احترام احدهم الاخر، و العمل فى جو متسامح و مريح للنفس خالى من التوتر و الضغط ، و مشاركة الافكار، ونتبادل الاراء ، ولا اعنى بهذا الكلام ان التعلم المستند على حل المشكلة يجب ان يكون عملا جماعيا دائما ، حيث يمكن للفرد الواحد ان يتقن و يقوم بهذا النوع من الاستراتيجيات وحده .


كما سنجد علاقة ايضا بين التعليم المستند على حل المشكلات و التعلم بالاستكشاف حيث ان المتعلمون يتخذون عدد من الخطوات الثابتة و المتسلسلة من اجل الوصول لحل المشكلة و هذا ما يتفق مع مبدا اسلوب التفكير العلمي ، و من تلك الاساليب هو تجميع البيانات , وضع الفروض ، التحليل و التركيب ، فرض الفروض ، ربط المسببات بالنتائج . . .الخ


و سنجد ايضا ان هناك علاقة وثيقة بين التعلم المستند على حل المشكلة و استراتيجية الدروس المعملية ، حيث ان كل منهما يكون المتعلم هو محور العملية التعليمية و يقوم بسلسلة من الخطوات المنهجية المدروسة من اجل الوصول لحل المشكلة فى التعلم المستند على حل المشكلة و الوصول لناتج التجربة فى العلم بالتجارب و الدروس المعملية و فى كل منهما يكون المعلم على علم بطريقة الحل و الحل و يفسح المجال امام المتعلم من اجل محاولة الوصول لهذا الحل ، و فى كل منهما يكون المعلم ذا دور موجهه و مشرف و مرشد للمتعلمين .


و سنجد علاقة وثيقة بين التعلم المستند على حل المشكلو و استراتيجية الحوار و المناقشة ، حيث ان فى كل منها فان المعلم يبدء بمناقشة المعطيات و المعلومات و يناقش المتعلمين فيهم و يساعدهم فى فرض الفروض و يطرح الاسئلة التى تجعلهم يختارون انسب فرض من خلال مناقشة السيناريوهات التى وضعوها المتعلمين لكل فرض اختلقوه ، فينتج عن ذلك اختيار البديل الانسب للوصول لحل المشكلة ، و ليس ذلك فحسب بل ايضا مناقشة المتعلمين فيما بينهم كما ذكرنا سابقا فذا النوع من التعلم يرتبط بالتعلم التعاونى .


من خلال ما سبق ذكره ، فاننا نستنتج الاتى :

لا يوجد استراتيجية تعليم مستقلة قائمة بذاتها لا تخضع لقوانين الامتزاج مع باقى الاستراتيجيات ، فكل استراتيجية تجمع خصائص من استراتيجيات اخرى ، و لو القليل فقط ، و ينبغى ايضا ان نشير الى ان لا يوجد استراتيجية افضل من استراتيجية اخرى ، بل ان لكل استراتيجية مميزات و لها عيوب ، و لكل استراتيجية ظروف و بيئة معينة ليتم تطبيقها بطريقة افضل من غيرها ، و بذلك نصل الى ان كل استراتيجيات التعلم النشط تكون فعالة.  





مميزات التعليم المستند على حل المشكلات :

1-يدرب المتعلم على خطوات التفكير العلمي .

2-يدرب المتعلم على ربط الخبرات القديمة بالخبرات الجديدة .

3-يعود المتعلم على التعلم الذاتى و تحمل المسئولية .

4-يجعل الهدف هو حل المشكلة .

5-يشكل بيئة معينة تحفيزية تساعد على الابداع فى حل المشكلة .

6-طرح المشكلة بشكل يثير الفكر، و يحفز المتعلمون لاخراج ما لديهم من فكر دافين .

7-يستخدم المعلم به وسيلة تعليمية لتسهيل العملية التعليمية .

8-يجب ان يعراعي فيه المعلم الفروق البينية بين المتعلمين ، فليس كل المتعلمين يتعلمون بنفس المستوى و لا بنفس القدر و لا بنفس الدرجة من الفكر .

9-يساعد المتعلم على استخدام التعليم المنهجى .





عيوب التعلم المستند على حل المشكلة :

1-يعد من اكثر انواع الاستراتيجيات تكلفة للوقت و تكلفة للمجهود .

2-يحتاج الى معلمين صابورين للتعامل مع المتعلمين و تحمل اخطائهم و استغراقهم الوقت .

3-يحتاج الى معلمين كفء لتوجيه المتعلمين توجيها دقيقا ، حتى لا يطول وقت التعلم ، و حتى لا يصاب المتعلمين بالاحباط اذا ما فشلوا فى حل المشكلات .

4-يحتاج اى معلمين لديهم مهارة جيدة فى مراعاه الفروق الفردية . 

5-لا يتسم بالمرونة ، حيث يصعب تنفيذه فى الفصول التى تحتوى على اعداد كثيرة من الطلاب .


                                                                                                                                                                                                                                                                                      




المراجع


_التعلم المستند الى مشكلة و تدريس الرياضيات _ سناء احمد الخطيب .

_التدريس : طرائق و استراتيجيات _ بيروت – لبنان : جمعية المارف الاسلامية الثقافية- 2001

_نحو رؤية جديدة لاصلاح نظام القياس و التقويم التعليمي فى ليبيا . جامعة طرابلس : المجلة الجامعة_ العدد الخامس عشر _ المجلد الثاني_ سالم محمد المجاهد _ 2013 

_طرائق التدريس العامة فى عصر المعلومات . العين : دار الكتاب الجامعي – فخر الدين القلا ، يونس ناصر ، محمد جهاد جهل2006 

_تدريس العلوم فى العالم المعاصر : المدخل فى تدريس العلوم . القاهرة : دار الفكر العربى _ احمد النجدى ، على راشد ، مني عبد الهادى _2002



أكاديمية التدريس
أكاديمية التدريس
أكاديمية التدريس لتدريب المدرسين وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم في مجال التدريس وتطوير العملية التعليمية.
تعليقات