الأسس التربوية للتعامل مع الأطفال - أكاديمية التدريس

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...

الأسس التربوية للتعامل مع الأطفال - أكاديمية التدريس


المقدمة 

هناك الكثير من أشكال وصور وأنواع التربية وأساليب مختلفة أيضا لها، حيث يختلف مفهوم التربية من مكان لآخر ومن زمان لأخر وتختلف أيضا أساليب التربية من أسرة لأخرى ومن مجتمع لآخر؛ دعونا نتفق على أن التربية من أهم وأكبر مقومات تنشئة أجيال قادرة مبدعة وقادرة على النهوض بالبلاد.

دعونا نخبركم بشكل مبسط في هذا المقال عن أهم المعلومات المتمحورة حول التربية ونتمنى أن تفيدكم.

الكثير منا لديه التخوُّف من فكرة التربية، وهل يستطيع أن يكون أبًا جيدًا أو تكون أمًّا جيدة، هل سيكونوا قادرين على توصيل ابنهم لبرّ الأمان، هل سيتمكنون من إنهاء رسالتهم على الوجه الأكمل؟


ماذا تعني التربية؟

اختلف العلماء في مفهوم التربية، حيث عرفت بكثير من التعريفات:

1- أنها عملية اجتماعية تختلف من مجتمع لأخر حسب ثقافة وطبيعة المجتمع المؤثر على الطفل، حيث تتحدد أهداف التربية طبقا لأهداف المجتمع وفلسفته.

2- تعتبر التربية في المجال الفردي أنها عامل لبناء وأداة لتوجيه الطفل ونضجه حيث تقود التربية للوصول بالطفل إلى الكمال.

ومن هنا أكد الباحثون والعلماء الأوائل كأفلاطون عن ضرورة أهمية التربية في  كل العصور والأزمنة، وأشار أفلاطون أن التربية هي أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها.


أهداف التربية

1- تكوين الخلق حيث يتم إعداد مواطنا حسنا ذو أخلاق.

2- تنشئة مواطن صالح يعرف حقوقه وواجباته.

3- تعمل التربية على النمو الجسدي للطفل.

4- أن يربي الفرد لكي يعيش لكسب المال من أجل الحياة.

5- التربية العقلية، وهي تكوين عادات وتقاليد عقلية تساعده على اتخاذ قراره. 

6- إعداد ناشئين يتحملوا عبء مسئولية دورًا مهنيًّا في المجتمع وفي مستقبل حياتهم.


خصائص التربية 

1- الاستمرارية، حيث أنها عملية متواصلة وديناميكية من المهد إلى اللحد.

2- التكاملية، حيث أنها تعمل على تنمية جوانب الفرد كلها سواء جسدية أو عقلية أو نفسية أو اجتماعية.

3- متنوعة، حيث تضع الطفل في مواقف جديدة تتطلب منه جهدًا وتفكيرًا لتجاوز هذه المواقف.

4- إنسانية، فالتربية من أدوارها تعليم الأطفال أن يكونوا ودودين ولطفاء تجاه بعضهم البعض، وكيفية التعامل أيضا في المواقف الحزينة والسعيدة.

5- تختلف باختلاف الزمان والمكان فلكل وقت له طريقته وأسلوبه في التربية.

أنواع التربية 

- تربية الصحية أو التربية الجسدية 

 تشمل التربية الجسدية العديد من النواحي حيث ترتكز على تحصين الجسم ونموه بشكل صحي وسليم بالإضافة إلى التربية الجنسية الصحيحة على النهج الإسلامي.

- التربية العقلية 

 لا تقل التربية العقلية أهمية عن التربية الجسدية، فمن المهم تغذية العقل وتطويره، حيث يحتاج إلى العديد من الوسائل التي يمكنها توجيهه فيما يفيده، وهي تبدأ وتكون مهمة في السنوات الأولى من عمر الطفل.

- التربية النفسية

لا يهتم الكثير من الأباء بالناحية النفسية للأبناء، لكنها لا تقل أهمية عما سبق ذكره من التربية، إنه من المهم أن يعبّر الطفل عن نفسه وعن احتياجاته وآرائه، وذلك يساعده في الحصول على ثقته الكبيرة بنفسه والشجاعة ويصبح شخصًا سويًّا.

- التربية الأخلاقية 

تكمن أهمية التربية الأخلاقية في توجيه الطفل إلى معرفة الخير والشر، الفعل الصحيح والفعل الخطأ، فمن المهم أن يميّز الطفل كل أنواع الأمور، مثل كيفية معاملة الكبير ورحمة الصغير وغيرها من الأمور، وقدوتنا في الأخلاق هو رسول الله ﷺ.

- التربية الإيمانية 

 تعتبر التربية الإيمانية هي الحصن المتين والدرع الواقي من الانحراف الفكري والسلوكي الذي يؤدي إلى تدمير الأخلاق.

أهمية التربية 

تكمن أهمية التربية في أنها عملية ضرورية للفرد والمجتمع، حيث أنها تعمل على تنمية الإنسان في جميع النواحي؛ ليكون فردا صالحا لنفسه ولمجتمعه، وبالتالي تتطور الشعوب وترقى اجتماعيا واقتصاديا، وتنقل أيضا المبادئ والأفكار للأجيال اللاحقة، فهي وسيلة اتصال بين الأفراد في مختلف الأجيال والعصور، حيث تعمل على استمرارية ثقافة المجتمع التي تتوارث، وتعتبر التربية عامل أساسي في بناء الدولة العصرية المتحضرة.

أسس التربية 

1- الأساس الاقتصادي للتربية 

وله وجهين، الوجه الأول: هو توفير الماديات اللازمة لرعاية الطفل من حيث المأكل والمشرب والملابس والدراسه، والوجه الثاني: أن التربية تؤثر في عمليات الإنتاج وفي التنمية الاقتصادية وزادت عائد اقتصادي كبير على الدولة.

2- الأسس الاجتماعية للتربية 

تشكل الأسس الاجتماعية الدعامة الأساسية في بناء المجتمع نظرا لما تقوم به من وظائف أساسية وهامة تشمل جميع جوانب الحياة، حيث عرّفها موريس على أنها: القواعد الموضوعة والمعترف بها والتي تتحكم في العلاقات بين الأفراد أو الجماعات، وهدفها هو إشباع الحاجات الاجتماعية، حيث تعتبر التربية ضرورة اجتماعية مرتبطة بالمجتمع ارتباط عضوي، وتهدف إلى تكيُّف الأفراد مع البيئة التي يعيشون بها.

3- الأسس الوطنية والقومية 

 رأى بعض العلماء أن الشخصية لا تتجزأ، فهي كيان واحد يتكون من عدة جوانب، إذا تأثر أحد الجوانب تأثر البقية، وهذه الجوانب هي (الروح الانفعالي، والعقلي، والاجتماعي، والجسدي، والمهني، وأخيرا الجانب الوطني)، فإحساس الفرد بالحب والانتماء إلى هذه البلد وشعوره بالمسئولية تجاهها والتضحية من أجلها، شيء يجب أن يترسّخ في عقول الأطفال من صغرهم فهي من الفضائل التي يجب أن تكون لدى الأطفال.

4- الأساس النفسي للتربية 

من المهم جدا الأخذ بالاعتبار صحة وسلامة الأطفال النفسية لكي يكونوا أشخاص أصحّاء قادرين على الإبداع والنهوض بحياتهم بشكل يجعلهم راضين عن حياتهم.

5- الأساس البيئي للتربية  

إن تفاعل الإنسان مع البيئة الطبيعية والاجتماعية يبيّن مدى دور هذه البيئة في التأثير على سلوك الشخص وما تكسبه من خصائص تربوية مختلفة من بيئة لأخرى.


- هناك الكثير من الأساليب الخطأ التي يستخدمها الآباء في تربية أبناءهم ويعتقدون أنها تُجدي نفعًا، لكنهم لا يعلمون الكارثة التي تُخفيها تلك الأساليب، ومن هذه الأساليب: استخدام الآباء العنف مع الأبناء كالضرب أو السب بشكل متكرر، حتى في حالة عدم قيام الطفل بأي خطأ يذكر، بجانب أيضا التعنيف المستمر عند التقصير في أي مهمة من المهام الموجهة إليهم أنهم لا يحاولون معالجة القصور، لكنهم يزيدون الوضع سوءًا، من الألفاظ المستخدمة دائما من قبل الآباء نعت أبناءهم بالفاشل؛ مما يقلل من ثقتهم بنفسهم وتكون هذه أولى الثغرات التي يتخلل منها المرض النفسي إلى الأطفال تجعل منهم الانطوائي و الانهزامي، الخ...

- وبسبب المعاملة السيئة للأطفال يُشَكِّل لديهم العنف ونسخة إجرامية مصغرة، حيث يطمس الجانب الجيّد من شخصيتهم ويسيطر عليهم الجانب الأسوأ، وفي كثير من الأحيان عند تعرض الأطفال إلى الضرب أو الحبس في أماكن مظلمة يسبب له نوع من أنواع الفوبيا والمرض النفسي الذي قد يلازمه طوال حياته، وقد يؤدي إلى انتحار ذلك الطفل عند كبره، أو يعيش بلا هدف أو شغف، يعيش كالميت، ومنهم من يحارب ويحاول تخطي هذه المرحلة، ويكون بحال أفضل، ويعيش حياته بشكل أحسن، لكنهم نماذج قليلة.

ومن أخطاء التربية أيضا عرض المشاكل الأبوية أمام الأطفال، فهذا يسبب لهم خوف من الأب أو الأم وقد يؤدي أيضا إلى كره أحد الأبوين ويسبب أيضا خوف مرضي من أن تصبح أم أو أب ومن الزواج بشكل عام.

- مهم جدا أن نعرف كيف نربي أولادنا تربية صحيحة سوية بعيدة عن المشاكل الأسرية وخلافات الأبوين وبطريقه إسلامية آمنة.

- مهم أن نعلم أولادنا القيم والمبادئ، نعلمهم كيف يجبون أنفسهم، وتكون لديهم ثقة فيها، نعلمهم كيفية تطوير أنفسهم، ونشجعهم على عمل الأشياء التي يريدونها.

أشياء يجب أخذها في الاعتبار عن التربية 

1- مهم جدا أن نسمع لأطفالنا ونجعلهم يعبرون عن أنفسهم.

2- يجب على الآباء دعم أطفالهم ومساندتهم.

3- يكونوا مراعين لمشاعرهم وترك مساحة شخصية لهم حتى في سن صغير.

4- يعلموهم بطريقة إسلامية صحيحة دون تشدد أو تعنيف.

كثير من الآباء لا يدركون أهمية هذه الأسس أو الطرق الصحيحة في تربية الأبناء، لا يعرفون أن ما يزرعونه سوف يحصدونه، إن زرعوا حُبا واهتماما سوف يبادلونه الأطفال بذلك وإن زرعوا قسوة وإهمالا سوف يجدون بُعدا وكرها.

5- رعاية الطفل خلال مراحل حياته لكي نصل به لبر الأمان.

6- تعليمه مهارات ودراسات جديدة؛ لذلك من المهم ان نراقب تصرفات طفلنا ونوجهه بشكل صحيح.

7-مساعدتع في تكوين صداقات جديدة؛ لكي يكتسب ثقة بنفسه.

8- الاهتمام بتعليمه جيدا لكي نضمن له مسيره تعليمية مشرقه ومليئة بالتفوق.


الخاتمة 

في النهاية نتمنى أن يفيدكم هذا المقال، والذي تحدثنا فيه بشكل عام ومبسط عن أهمية التربية وأساسياتها، والطرق التي ينبغي علينا مراعاتها عند تربيتنا لأبناءنا خصوصا في سنوات حياتهم الأولى، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم وندعوا الله أن تتمكّنوا جميعا من تربية أولادكم والحفاظ عليهم، فهم ثروة حياتكم وزهرة عمركم، وسترون فيهم ما لم تَرَوْهُ في أنفسكم.

المصادر 

- كتاب أسس التربية (المؤلف: مرتضي رعد، دار النشر: دار السلام القانونية، سنة النشر: 2021).

- موقع موضوع.


الكاتب: إيمان عبدالرحمن 

تصميم: إسلام حمدتو


لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو...