كيفية التعامل مع طلاب المرحلة الإعدادية - أكاديمية التدريس

        بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد..


كيفية التعامل مع طلاب المرحلة الإعدادية - أكاديمية التدريس


الأسس التربوية للتعامل مع طلاب المرحلة الإعدادية

هل تختلف الأسس التربوية باختلاف المرحلة العمرية؟ وما يميز المرحلة الإعدادية ومتطلباتها؟

بداية المرحلة الإعدادية وأهميتها.. إذا أردنا معرفة الأسس اللازمة للتعامل مع طالب المرحلة الإعدادية علينا مسبقا معرفة مميزات وعيوب وخصائص المرحلة الإعدادية، ومعرفة أحوال الطلاب بها..

تبدأ المرحلة الإعدادية من بداية سن ١١ عام إلى ما يقرب من ١٤ عام.

عند بلوغ الطالب سن ال١١ يكون قد أوشك على دخول المرحلة الإعدادية دراسيا، أما من ناحية النضج يكون قد وصل إلى مرحلة المراهقة.


مرحلة المراهقة

 تشير إلى بداية الفرد في النضج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي.
تبدأ هذه المرحلة من سن ١١ عام وقد تصل إلى سن ٢٥ عام.
تعد هذه المرحلة من أهم وأصعب المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث تبدأ فيها أفكاره في التكوين واتخاذ شكلًا أكثر تطورًا وتغيرًا وتردُّدًا.
يبدأ في اتخاذ قرارات وتكوين وجهة نظر، ويبدأ في أخذ الانطباعات على الأشياء والأشخاص والمواقف من حوله، وجدير بالذكر أنه قد تكون هذه القرارات أو وجهات النظر خاطئة؛ لأنه في مرحلة المراهقة، بداية النضج والفهم، وليس تمامها.
وهنا يأتي دور أساسيات التعامل مع هؤلاء الطلاب في هذه المرحلة العمرية، ويبرز دور المعلم في هذه النقطة، حيث يعتمد الطالب فيها على معلمه، يتأثر به بشدة بحكم أنه يقضي أغلب وقته في المدرسة والدروس فيكون المعلم هو مصدره ومصباحه الذي يوجهه.


أسس التعامل مع طلاب المرحلة الإعدادية

١- أن يكون قدوة حسنة، يقع على عاتق المعلم مهمات كثيرة ضرورية، ومن أهمها هي حسن التعامل والتصرف وحسن التفكير والمنطقية في القول والعمل.
يكتسب الطالب من التعليم الغير رسمي أكثر مما يكتسبه من التعليم الرسمي، إذا علّمت الطالب صفة معينة، وشرحتها له، وأعطيته دروسًا فيها بطريقة مباشرة، فإن نسبة اكتسابها محدودة، في حين إذا قمت بممارسة هذه الصفة أمامه وأريته مزاياها بطريقة غير مباشرة فإن سرعان ما تلاحظ أنه اكتسبها وطبّقها.
يتاح للمعلم في المدرسة ما لا يتاح للوالدين في المنزل، فللمعلم قوة تأثير وتربية تفوق قدرة الوالدين.
وأسس التعامل مع الطلاب أثناء رحلتهم التعليمية على مدار جميع المراحل قد تتشابه في كثير من الطرق والأساسيات، لكن ما يميز أسس التعامل خلال المرحلة الإعدادية هي الاهتمام بالجانب النفسي والاجتماعي المتعلم، حتى يتم توجيهه بشكل صحيح مرغوب فيه؛ ليخرج للمجتمع إنسان سوي صالح قادر على التعايش.
٢- تأسيس علاقة قوية مع الطلاب: الاهتمام بطالب شخصيا والترابط معه بالحد المسموح يجعل الطالب منفتحا ومتعلقا بالمعلم ويكون مقام مثله الأعلى الذي يحذو حذوه، ويخطي خطاه، ويجعله أكثر عرضة لاكتساب المهارات والمعلومات والتفوق الدراسي.
فَهُناك أسس يتم وضعها كمقاييس وإجراءات محددة ليتم الأخذ بها، حيث زيادة أو نقصان العمل يؤدي إلى خلل في العملية التعليمية، ومن المهم أن نذكر أن عملية التعليم تأتي بعد عملية التربية فالتربية تسبق التعليم؛ لذلك تنص أهم الأسس التربوية على إعطاء المزيد من الرعاية والاهتمام بتعديل سلوك الطالب وشخصيته وأفكاره أولا، ثم إلى تعديل ورفع مستواه الدراسي.

أسس تعديل سلوك الطلاب وتأييد السلوك الحسن

١- معالجة السلوك في نفس وقت الحدث: بمعنى أنه إذا أحدث الطالب سلوكًا غير صحيح يجب على المعلم نبذ هذا السلوك فَوْرًا، والتحذير منه ومن مساوءه، والنفور منه؛ مما يعكس على الطلاب سوء هذا التصرف أو السلوك، وعلى الجانب الآخر إذا أحدث الطالب سلوكًا مقبولًا صحيحًا فعلى المعلم شكر الطالب، والثناء على هذا السلوك ومدحه؛ مما يجعل الطلاب يتنافسون ويتبارزون لتكرار هذا السلوك ونيل المدح والثناء.
٢- تكليف الطلاب بمهام وتحميلهم المسؤولية وإشراكهم في العملية التعليمية: استخدام هذا الأسلوب التربوي يعزز الحالة الاجتماعية والعقلية لدى الطلاب، ويترك في نفوسهم أثرًا طيبًا، ويزيد من ثقتهم في أنفسهم وخبرتهم في التعامل مع المجتمع حولهم، وعند تكليفهم بنشاط مدرسي أو شرح جزء من الدرس يحقق لهم أكبر استفادة تعليمية.
٣- على المعلم أن يجيد أسس وطرق حل المشكلات عند تعامله مع طلاب الإعدادية: تكثر المشاكل والمشاغبات خصيصا في هذه المرحلة؛ لذلك على المعلم اللجوء إلى أسلوب حل المشكلة بدلا من العقاب، فالعقاب قد لا يجدي نفعا مع طلاب الإعدادية؛ لأن مرورهم بمرحلة المراهقة يزيد من إحساسهم بالتمرد والطغيان، فالعقاب قد يؤدي إلى مشاكل أكبر من ذي قبل؛ لذلك على المعلم استخدام ودعم أسلوب حل المشكلة وإن عظمت.
٤- عدم التلفظ بقول بذيء أو ألفاظ نابية: من أصح أسس التربية عدم استخدام المعلم ألفاظ وجمل غير لائقة خادشة للحياء كريهة على النفس، وعلى المعلم ضبط لسانه وكلامه واختياره من الجمل أحسنها ومن الكلام أطيبه.
٥- ضبط النفس والأعصاب والتهذيب: على المعلم التمسك بأسس المعاملة مع طلاب التعليم وطلاب الإعدادية خاصة، ومنها حسن تهذيب النفس وضبطها، فلا يجوز للمعلم استخدام العنف أو التصرف بتهور والخروج عن السيطرة والعصبية تجاه طلابه.
٦- الاهتمام بالطالب وهواياته واهتماماته والتقرب منه: يزيد هذا الأسلوب من حب الطالب للمعلم والعملية التعليمية والإقبال عليها، ويشعر الطالب بأهميته وقدره ويزيد من كفاءته العلمية.
لكن لكلٍّ قدره ومعياره، فلا يجوز الإفراط في التقرب من الطالب؛ حتى لا يشعر أن المعلم ملك له، أو تحت أمره، أو أنه وجد خصيصا له.
٧- عدم الإفراط في المزاح: المزاح مطلوب أثناء التعليم للتخفيف من حدة المناهج وخلق جو لطيف بسيط للترفيه عن النفس، لكن يحذر على المعلم إكثار المزاح؛ حتى لا يذهب بهيبته وهيبة التعليم وحتى لا يستبيح الطلاب كلام المعلم وتقليل احترامه وتبجيله.
٨- متابعة سلوك الطالب داخليا و خارجيا: يجب على المعلم طبقا لأسس التربية والتعليم أن يكون على تواصل دائم مع والديّ الطالب لتقييم وتقويم سلوكه ومهارته الدراسية أيضا.

هناك الكثير من الأسس التي يجب على المعلم اتباعها عند تدريس الفئة الإعدادية، وهناك أسس يحب أن لا يفعلها المعلم الجيد وأن يبتعد عنها، أمثال:

- عدم التعصب والانحياز لبعض الطلاب دونا عن غيرهم: يجب على المعلم عدم التميز بين طلابه وتفضيل فئة عن فئة أخرى، أو التكهن لطبقة معينة والانحياز لهم سواء دينيا أو اجتماعيا أو عرقيا أو جنسا معينا، يحب على المعلم التسوية بين طلابه في الحب والاحترام والتقدير.
- عدم الإساءة للطلاب بسبب المشاكل الخاصة: المعلم الجيد هو من يفصل حياته العملية عن حياته الشخصية، وعدم الأخذ بالذنب، فالمعلم وُضِع لرسالة عظيمة لا يجب أن يصدر منه سلوكًا خاطئًا متعمدًا.
- لا يأمر بفعل ويأتي يعكسه: من الأسس التربوية التي يُختار على حَسَبها المعلم الجيد هو عدم الأمر والإلزام بما لا يفعل، يعني لا يطلب المعلم من الطلاب عدم الغياب وهو يفعله، أو يطلب منهم الهمة والنشاط وهو يتربع على قائمة الكسالي، وكل أمر من هذا القبيل، على المعلم الأمر ما يفعل ويستطيع وليس العكس. هذا واجب على جميع البشر وليس المعلم فقط على الجميع أن لا يطلب ويأمر بما لا يفعل.
- استسهال العقاب والتطاول فيه: قد يلجأ المعلم إلى استخدام أسلوب العقاب في مواقف عديدة فعلى المعلم حسن اختيار العقاب، فلا هو بالصعب المميت ولا هو بالمتهاون عديم النفع، فعلى المعلم اختيار العقاب بما يناسب حدة الموقف وكبره، ولا ينسى أنه يتعامل مع طلاب محدودي التفكير طائشين لا يدركون ما يفعلون.
 وعند ذكر العقاب مما يحفظ ماء وجه المعلم هو عدم العقاب بما لا يستطيع تنفيذه أو ما يمكن للطالب تجاهله والاستعلاء عليه.
إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع!

تنص أيضا الأسس التربوية على أساليب منها:
- عدم تبويخ الطالب المخطئ في الإجابة: قد يخطئ الطالب في فهم السؤال أو يخطئ في الإجابات أو يخطئ صراحة في الجواب، عند هذا الموقف يجب على المعلم حسن توجيه الطالب نحو الإجابة الصحيحة وعدم السخرية منه ومن طبقة تفكيره؛ مما يرعب الطالب ويضعف عزيمته في الإجابة على أي سؤال آخر، ويؤثر هذا أيضا علي بقية الطلاب بالسلب.
- عدم التقاعس والتكاسل: خمول المعلم وتكاسله يؤدي إلى خمول الطلاب وضعف مستواهم وهذا غير مرغوب فيه.
- مراعاة الفروق الفردية واختلاف القدرات: الأسس التربوية تكمن في مراعاة اختلاف الطلاب، يختلف الطلاب في احتياجاتهم، وقدرة استيعابهم، وطريقة فهمهم وتطبيقهم، ومستوي ذكاءهم؛ لذلك على المعلم مراعاة هذه الفروق والاختلافات، وعدم استخدام أساليب استاتيكية بحتة غير متغيرة في وجود هذا الكم الكبير من الاختلافات في شخصيات الطلاب.
- ميسر غير معسر: على المعلم أن يكون سهلًا بسيطًا هينًا لينًا مع طلابه في معاملته خارج أو داخل الفصل وأثناء الشرح وعند وضع الاختبارات، ويجب تمهيد الأمور للطلاب لا تهويلها وتعقيدها.
- عدم مقارنة الطلاب: من أهم أسس التعامل مع الطلاب عدم وضعهم في مقارنات مع أقرانهم؛ مما يتسبب في الحرج والحزن وقد يولد الكره بينهم.

 هناك أيضا الكثير من الأسس التربوية التي تساعد كلًّا من المعلم والطالب في العملية التعليمية، منها زيادة همة الطلاب، وحثهم على طلب العلم، ومدى أهميته، وعلى المعلم أن يكون قائدًا قوامًا، يدير فصله بقوة وحكمة، وعليه الالتزام بهذه الأسس لنيل أفضل نتيجة للتعليم..
هذه الأسس قد تكون ثابتة وبعضها متغير متجدد؛ ليتناسب مع ثقافة العصر وعقلية الطلاب.


المصادر والمراجع

١- أسس التربية الخاصة، محمد بن الفوزان وخالد بن ناهس، مطبعة العبيكان ٢٠٠٩م.
٢- مستقبليات تربوية، إبراهيم أبو شنب، مركز البحوث التربوية لدول الخليج، الكويت.
٣- استراتيجية نهضة التعليم، مصطفى أحمد، مركز الخبرات الدولية ٢٠٢٠م.

٤- دراسات في التربية والثقافة، حامد عمار، الدار العربية للكتاب.

الكاتبة: خلود محمد محمود

تصميم: حسين أحمد


لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو..