محو الأمية التربوية - أكاديمية التدريس

      بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد..

محو الأمية التربوية - أكاديمية التدريس


محو الأمية التربوية

الأمية التربوية: نجد أن كثيرًا من الناس يتداعون على مراكز محو الأمية بهدف القدرة على القراءة والكتابة فقط!!

فهل هناك محو أُمية بمعنى غير هذا المعنى المدرج؟ نعم، هناك محو الأمية التربوية في مجال التربية بشكل عام، فهناك منهج علمي دقيق في محو هذه الأمية.

الفرق بين الأمية التربوية والأمية بالقراءة والكتابة

شتان.. بين الأمية بالقراءة والكتابة والأمية التربوية، إذ أمية القراءة والكتابة آثارها أخف بكثير من أمية التربية، أما أمية التربية فقد تُخرج أجيالًا مشوهة نفسيًا، وتنحرف في كل مظاهر الحياة.

ومما لا شك فيه أن محو هذه الأمية يحتاج وقتًا ومجهودًا أكثر من المتوقع، ولكنه ليس مستحيلًا.. فليس في قاموسنا مستحيلًا يا عزيزى..!

   من هو المسؤول عن التربية؟

(كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته)، فالجميع هنا مسئولٌ عن التربية، ولكن نستطيع أن نحصر أساس مسؤولية التربية على الأب والأم، فهما راسمي الطريق والحدود.

وكيف أجعل ابني ناجحًا ومتميزًا؟!

أنت من تصنع الطفل صناعة، فعند صناعة منتج مثلًا تضع خطة لهذا المنتج وكيف تتجاوز العوائق، هذا نصًا ما يمكن تنفيذه مع الأبناء، ولكن هناك بعض المؤثرات مثل الإعلام والإنترنت، ولكن تأثير الأسرة على بناء الطفل يكون أكثر فاعلية، فأنت تعلمه فن الحياة وتؤسسه ثم تترك له حرية التعامل مع العالم الخارجي، وتختلف طرق التربية حسب شخصية كل طفل، أولها وأهمها ثقة الأهل في أنفسهم وأبناءهم، فابنك أو ابنتك يجب أن تتعدى حتى حدود الصداقة فأنت المسؤول الأول عن كل أفعالهم.

وتستمر تربية الأبناء حتى الممات، فأنت مسؤول عن توجيه إبنك حتى وإن كَبر، فأنت منبع الخبرات والمثل الأعلى له ،ومع ذلك يجب وضع مسئوليات على عاتقه ليفهم الحياة.

كيف تجعل طفلك شخصية محبوبة وناجحة؟

إدراك صفات الشخص المبدع

١- المقدرة الذهنية

٢- إشباع الخيال

٣- الرغبة والعافية

٤- إحساس مسبق بالمشكلات والحاجات

٥- المثابرة والجد

٦- الرغبة في التميز

ثم بناءً على ذلك توضع الخطط لبناء طفل ذو شخصية سوية بناءة محب لهويته وذاته.

 

معوقات التربية السليمة

١- معوقات خاصة بالأسرة:

مثل التعارض بين الوالدين في الاتجاهات الدينية أو التربوية وكثرة الخلافات بينهما مما يجعل العملية التربوية آخر اهتمامتهم.

٢- معوقات خاصة بالمجتمع:

مثل غياب الحكمة وعدم التسامح وانتشار البذخ وحب المظاهر والظهور والشهرة..

٣- معوقات عالمية:

وهنا نشدد على أهمية احتواء الأبناء؛ لأن المعوقات العالمية يصعب علينا محاولة أن نجنبهم إياها، مع انتشار العولمة وضياع الهوية، فيجب تعليمهم النضج الانفعالي الذى يهدئ الإبن ويجعله فى مأمن من أي دعوة مضللة أو إفساد محتمل.

ما أثر التشجيع على الأبناء؟

التشجيع يفتح الطريق للعبقريات المخبوءة حتى تظهر وتثمر ثمارها، ورُبّ ولد من أولاد ااصناع أو التجار يكون -إذا شجع وأُخذ بيده- عالمًا من أكابر العلماء أو أديبًا ولكن بشرط محو أميته التربوية وبناءه نفسيًا وجسديًا وفكريًا فجاهد في بناء ابنك لتراه ممن يحاولون إمحاء الجهل التربوي لا ممن يحتاجون إمحاءه..

 التواصل

عندما يقول الأبناء شيئًا لا يراعون شعور الآخرين فيه بسبب ما يشعرون به من إحباط، يجب عليك أن

١- تطلب تفسيرًا

٢- تطلب الاعتذار

٣- لا تلتفت إليه

إذا لم يبد الأبناء أي انتباه.. كيف يتواصل الآباء:

١- الانتقاد والتأنيب

٢- المحاضرة القصيرة

٣- الحديث من القلب للقلب

عندما تسمع من ابنتك يكون غرضك من هذا

١- أن تتركها تقول ما تريد

٢- أن تفهم ما وراء كلامها

٣- أن تستمع هي بدورها لك

ما السبب الرئيسي وراء فجوة التواصل؟

١- أن الآباء يتحدثون كثيرًا

٢- أن الآباء لا ينصتون ولا يسمعون

عندما يصمت الإبن المراهق:

١- تحاول أن تبدأ التواصل معه برفق

٢- تفترض أن لديه مشكلة

٣- تتركه لحاله

ما الشيء الأكثر أهمية بالنسبة للطفل الأصغر سنًا؟

١- التحدث إليه

٢- التواجد للاستماع إليه

٣- مساعدته للتعرف على مشكلته

من الأفضل أن:

أ- تجعل ابنك يتحدث إليك بحرية في الوقت الذي يريده

ب- تحدد موعدًا للحديث فيما بعد

ج- التوصل إلى جذور المشكلة على الفور

 

كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات منك، فماذا أنت فاعل بدورك أو بدوركِ، تصبح الأمور هنا أكثر تعقيدًا ولكنها أكثر قربًا لحل المشكلات وتفادي الوقوع في الخطأ المتوقع عند حدوث التربية، لا عليك من إجابة الأسئلة ولكن الأهم كيف ستطبق نواتج هذه الأسئلة، لعلك أجبت عن هذه الأسئلة بكل بساطة وصدر رحب وأنت جالس مثلا تتناول كوب من القهوة أو الشاي تتفنن في الإجابات ولا تدرك أن كل هذه الإجابات تحتاج أن تطبقها في منزلك مع أبناءك، ليت الآباء يعلمون مدى حاجة الأبناء إليهم، ليتهم يعلمون قيمة الكلمة الواحدة وأمينه وتأثيرها على الأبناء، فكلمة تأخذه إلى سابع سماء وكلمة أخرى تسقط به إلى قاع الأرض، فكونوا دائمًا في القمة لا القاع.

 

العقاب

العقاب هو عملية تتبع النتيجة على سلوك بشكل فوري، ويقلل التكرار المستقبلي لذلك السلوك، مثل التعزيز، ويمكن إضافة حافز (عقاب إيجابي) أو إزالته (عقوبة سلبية)، ويمكن التفكير في العقاب على أنها نتيجة تحدث بعد استجابة فعالة، مما يقلل من ميل هذه الاستجابة من الحدوث في المستقبل، وتُعرَّف الاستجابة الفعالة بأنها نوع من السلوك يمكن تعديله من خلال عواقبه، يمكن أن تكون العقوبة إما عقوبة إيجابية، أو يمكن أن تكون عقوبة سلبية.

 

أنواع العقاب

هناك نوعان من العقاب: إيجابي وسلبي، وقد يكون من الصعب التمييز بين الاثنين، فيما يلي نتعرف على بعض الأمثلة للمساعدة في توضيح ذلك:

العقاب الإيجابي

تعمل العقوبة الإيجابية من خلال تقديم نتيجة بعد أن يتم عرض السلوك غير المرغوب فيه، مما يجعل هذا السلوك أقل احتمالا أن يحدث في المستقبل، فيما يلي بعض الأمثلة على العقوبة الإيجابية: 

طفل يمسك أنفه أثناء الحصة (السلوك) ويوبخه المعلم (التحفيز الكريه) أمام زملائه في الفصل.

يلمس الطفل موقد ساخن (سلوك) ويشعر بالألم (منبه مكره).

يأكل الإنسان طعامًا فاسدًا (سلوك) ويصبح طعمه سيئًا في فمه (منبه مكره).

العقوبة السلبية

تحدث العقوبة السلبية عند إزالة حافز تقوية معين بعد عرض سلوك غير مرغوب فيه، مما يؤدي إلى حدوث سلوك أقل في المستقبل، فيما يلي بعض الأمثلة على العقوبة السلبية:

يركل الطفل نظيره (السلوك)، ويتم استبعاده من نشاطه المفضل (إزالة الحافز المعزز)

يصرخ الطفل في الفصل (السلوك)، ويفقد رمزًا للسلوك الجيد على لوحة الرموز الخاصة به (تمت إزالة حافز التعزيز) الذي كان من الممكن صرفه لاحقًا للحصول على جائزة.

تحارب طفلة مع أخيها (السلوك) وأخذت لعبتها المفضلة (إزالة الحافز المعزز).

مع العقاب، تذكر دائمًا أن النتيجة النهائية هي محاولة تقليل السلوك غير المرغوب فيه، ويتضمن العقاب الإيجابي إضافة نتيجة مكرهة بعد انبعاث سلوك غير مرغوب فيه لتقليل الاستجابات المستقبلية، وتشمل العقوبة السلبية سحب عنصر تعزيز معين بعد حدوث السلوك غير المرغوب فيه لتقليل الاستجابات المستقبلية، وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث تظهر أن النتائج الإيجابية أقوى من النتائج السلبية لتحسين السلوك، لذلك، يُقترح دائمًا تجربة هذه التدخلات قبل النتائج السلبية.

التربية الذاتية

بما أن الفرد هو البنية الأساسية للمجتمع ونواته، فقد كان له الأثر الأكبر في صلاح المُجتمَع الذي ينتمي إليه، وهذا يقتضي أن تكون هناك مسؤوليّة مُلقاة على الإنسان كفرد من أفراد هذا المُجتمَع؛ وذلك لأنّ الإنسان مسؤول عن نفسه أوّلًا، وعن البحث عن المسلك القويم، والسَّير عليه، واكتشاف منابع الخير في داخله، وتنميتها، وهو مسؤول أيضًا عن مُجتمَعه، ووطنه، وأمّته، وعالَمه.

من هنا، فإنّ التربية في جزء منها ذاتيّة؛ إذ يجب على كلّ فرد الاقتناع أوّلًا بأنّه قابل للتحسُّن، والتطوُّر، والتقدُّم نحو الأفضل، والابتعاد قَدْر الإمكان عن جوّ الإحباط، تحديدًا إذا كان المُجتمَع يعاني من اليأس والإحباط الناتج عن الأوضاع السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة المُتردِّيةِ، والتي تَعصِفُ به، وهذا اليأس قد يُؤدِّي به إلى حالة من فقدان الثقة، سواء بالنفس، أو بالآخرين، كما أنّ على الإنسان أن يكتشف مهاراته، ومُميِّزاته، ويُنمِّيها، فمتى ما انشغلَ الإنسان بما هو مفيد، ابتعدَ في أغلب الأحوال عن الرذائل، والصغائر، وأصبح قريبًا من الإنتاجيّة، والبَذْل، والعطاء، ممّا يُؤدِّي إلى تفجير ينابيع الخير في داخله إن أحسن النيّة، وأخلص في العمل.


 مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء

يهتم الأب ويراعي قضية الفروق الفردية بين الأولاد؛ وذلك ليتمكن من تنمية ملكات الولد العقلية من ذكاء وقدرة على الحفظ وغيرها.. تنمية صحيحة معتدلة بعيدًا عن المغالاة والإجحاف. فقد خلق الله الناس بقدرات مختلفة متفاوتة، منهم سريع الفهم، حاد الذكاء، ومنهم الغبي قليل الإدراك، وأكثرهم المتوسطون المعتدلون. كما أن بين المعتدلين من هو أسرع فهمًا وأذكى من غيره، فالفروق الفردية بين الأطفال موجودة، ولا يجوز إهمالها بحال، "فإن إغفال ما بين الأفراد.. كبارهم وصغارهم من فوارق جسمية وعقلية ومزاجية واجتماعية.. له أسوأ الأثر بالفرد نفسه، وبالمجتمع الذي يعيش فيه".

لهذا كان اهتمام الأب بهذه الناحية -واضعًا هذا المبدأ نصب عينيه عند تعامله وتعليمه للأولاد- يعتبر أمرًا غاية في الأهمية، فلا تصدر من الأب عبارات السخرية بولده والاستهزاء به لمجرد إخفاقه في أمر من الأمور كرسوبه في الاختبار، ونجاح إخوته؛ بل إن السلوك السوي الصحيح من الأب مع هذا الولد الذي أخفق في اختباره، أن يخصه بمزيد من الاهتمام والرعاية؛ ليرفع من مستواه ويلحقه بأقرانه وإخوته حسب قدراته وإمكاناته المتاحة. أما أسلوب التقريع والإهانة فلم يكن يومًا حلًا صحيحًا، وحافزًا للاجتهاد وتحسين المستوى.

 

وليس من المنطق تكليف الولد الصغير فهم الأمور الكبيرة، خاصة ما تحتاج إلى إدراك للسبب وعلاقته بالنتيجة، فإن هذه القدرات تحتاج إلى طاقة عقلية كبيرة، ربما عجز عنها بعض الراشدين، ولهذا يتقبل الأطفال الصغار الخرافات، وكثيرًا من التفسيرات والمعتقدات دون نقاش أو تمحيص؛ لعدم قدرتهم على الاستدلال والتركيز لفهم الأدلة واختبارها؛ ولهذا ينصح بعدم تعليم الأطفال الصغار في المدارس دفعة واحدة في سن مبكرة جدًا. ولعل ذلك لظهور هذه الفروق العقلية بين الأطفال ظهورًا واضحًا في الطفولة المبكرة، وقد نصح بذلك أيضًا التابعي الجليل سعيد بن جبير -رحمه الله-، فرأى أن يترك الطفل الصغير في أول الأمر مرفهًا ثم يؤخذ بالجد على التدريج. فمبدأ الأخذ بالفروق بين الأولاد مبدأ صحيح، يجب الأخذ به، ومعاملة الأولاد على ضوئه، فلا يطالب الأب جميع الأولاد بنفس الإنجاز، بل لكل قدرته وطاقته، كذلك لا يحمل الولد الأصغر ما يحمله للكبير، بل يراعي فرق السن والقدرات المختلفة

 

الخاتمة

وأخيرًا ..وليس آخرًا، فالحديث عن موضوع مثل التربية يحتاج منا الكثير والكثير من الوقت لنستزاد من المعرفة التي بمثابة ممحاة للجهل والرجعية في تربية الأبناء، فقد علمنا جميعًا قيمة التربية بل وقيمة الفرد في القيام بالتربية، فإذا ما نجحنا في خلق جيل من الشباب قد تحرر من الخوف ومن الخطر ومن الغرائز الثائرة أو المكبوتة فسنستطيع أن نفتح لهم دنيا المعرفة حرة كاملة، دون أن تكون هناك أركان مظلمة مخبوءة. وإذا ما سلكنا في تعليمهم الحكمة، وجدوا التعليم أقرب إليهم من اللذة والسرور منه إلى النصب والثقل. وليس من المهم أن يزيد مقدار ما نعلمه وتربيتهم عليه، أن المهم هي روح المغامرة والحرية والشعور بالبدء في رحلة للاستكشاف، إذا ما اتبعنا هذه الروح في التربية الرسمية، فسيتممها التلاميذ الأكثر فطنة، ذكاء بجهودهم الخاصة التي يجب أن تهيئ لهم الفرصة، فإن المعرفة هي التي تنجى من سلطان القوى الطبيعية ومن الشهوات المحطمة، فبغير المعرفة والتربية لا يكون لبناء دنيا آمالنا، وأن جيلا يربى على الحرية التي لا يشوبها الخوف سيكون أوسع وأجرأ في آماله منا، نحن الذين يجب علينا أن نصارع المخاوف الخرافية الكامنة لنا تحت مستوى الشعور والوعي، إن أحرار الرجال والنساء الذين سننشئهم هم، لا نحن، الذين سيكون من نصيبهم شهود الدنيا الجديدة، أولا في أحلامهم وآمالهم، ثم في النهاية في بهاء طبيعتها الممتازة.

 المصادر 

- (محو الأمية التربوية) د. محمد بن اسماعيل المقدم

- ( تربية الأبناء) - د. جاسم المطوع - تاريخ النشر 2021

- كيف تجعل طفلك شخصية محبوبة - د. العنود محمد الطيار - تاريخ النشر ١٤٢٦ هجرياً

- الفروق الفردية - كلية التربية جامعة المنيا - قسم علم النفس التربوي

- كتاب (كيف ينشئ الآباء أبناء عظاما - روبرت ديفيدسون - تاريخ النشر ١٤٤٣ هجريا

- في التربية - قسم علم النفس الاجتماعي - براتراند راسل تاريخ النشر ٢٠٠٨ م

- برنامج تعديل السلوك - حمدى عبدالعظيم - قسم علم النفس - تاريخ النشر ٢٠١٤

 

الكاتبة: أسماء حمدي محمد عبدالله

تصميم: سماح أيمن 




لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو ..