ما هو الفرق بين الأهداف التعليمية والتربوية ؟ أكاديمية التدريس

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ ، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،، 

موضوعنا اليوم عن الأهداف التعليمية في التدريس والفرق بين الأهداف التعليمية والأهداف التربوية.


هل تساءلت لماذا نحن هنا؟

الإجابة الأكيدة التي سيجاوبها أي شخص هي (لأجل هدفٍ ما).

في الواقع نعم، جميعاً لدينا أهداف لتحقيقها، فالمعلم يجتهد في عمله لأجل الحصول على ترقية، والوالدان يعملان لتوفير احتياجات أطفالهم، والطالب يدرس لأجل أن يصبح متعلم و يتمكن من اللحاق بجامعة يريدها.

لكل منا هدف، لكن هل تساءلت لما يدرس الطالب ولما يريد أن يكون متعلم؟ و هذا ما سنتحدث عنه اليوم وهي الأهداف التعليمية.

لماذا نحن هنا ؟ - أكاديمية التدريس



تشكل الأهداف التعليمية الخطوة الضرورية الأولى في أية عملية تعليمية، حيث أنها تقوم بتوجيه نشاطات كلًّا من المعلم والمتعلم. لذلك فالتعرف على موضوع الأهداف التعليمية بمستوياتها المختلفة ومكوناتها وميادينها الرئيسية يعتبر متطلبًا أساسيًّا لكل من يمارس مهنة التعليم في جميع المراحل المختلفة.

ويوجد نوعان من الأهداف:

- الأهداف التربوية.

- الأهداف التعليمية.

الفرق بين الأهداف التعليمية والأهداف التربوية

الأهداف التربوية تتضمن الغايات والمقاصد الخاصة التي تسعى إلى التأثير في شخصية المتعلم؛ لبناء وتنمية مواطن يتسم بقيم معينة

أما الأهداف التعليمية تتضمن الغايات والأغراض التي تتم من خلال العملية التعليمية، والتي تختص وتقوم على اكتساب المتعلم أنماطًا وسلوكيات وأداءات معينة، من خلال ما يتعلمه من المواد الدراسية وطرق التدريس المتنوعة التي تتوافر في المؤسسات التعليمية.

مجالات الأهداف التعليمية

تظهر أهمية الأهداف في العملية التعليمية في ثلاثة مجالات وهي:

١- إعداد المناهج: توفر الأهداف قدراً من الفهم، حيث يسمح للقائمين على الأمور التربوية بوضع المناهج التي تحقق الغايات التربوية على النحو الأفضل، وتمكنهم من مراجعة المناهج القائمة، عن طريق التعديل أو التغيير أو استحداث ما يتوافق مع التطورات التقنية المعاصرة.

٢- تخطيط التعليم: فإنها تساعد المعلم، على اختيار الوحدة أو المادة الدراسية المناسبة وتخطيطها، واختيار الوسائل وطرق التدريس المناسبة والإجراءات المتعلقة بها، وتمكنه من تنظيم جهوده ونشاطه نحو إنجاز المهام التعليمية بشكلٍ أفضل.

٣- إجراء التقويم: تساعد الأهداف على تحديد القاعدة التي تنطلق منها العملية التقويمية، حيث أن الأهداف التقويمية توضح للمعلمين مدى فعالية التعليم ونجاحه في تحقيق التغيير المطلوب في سلوك المعلم.

مستويات الأهداف التعليمية

تصنف الأهداف التعليمية إلى ثلاث مستويات..

1. المستوى العام للأهداف: هذا المستوى يهتم بتنمية القيم الدينية أو الأخلاقية أو الوطنية، أو تنمية القدرات العقلية أو تنمية المتعلم ليصبح مواطناً فعالاً، ويُحدِد هذه الأهداف الخاصة بالمستوى العام هيئات وطنية تضم بعض علماء الدين ورجالات العلم والفكر والسياسة والسلطة.

2. المستوى المتوسط للأهداف: يُطلق عليه عبارة التعليمية الضمنية، وهو الذى يهتم بوصف أنماط السلوك أو الأداء النهائي المتوقع صدوره عن المتعلم، بعد تحصيله مادة دراسية معينة أو منهاج دراسياً معيناً، كتنمية المهارات الكتابية والقرائية والحسابية لدى المتعلم.

ويضع هذه الأهداف السلطات المسؤولة عن وضع المناهج و تطويرها، أو المسؤولة عن تأليف الكتب المدرسية، وتهدف إلى تزويد المعلمين بموجهات تساعدهم على أداء عملهم التعليمي.

3. المستوى المحدد للأهداف: يُطلق عليه عبارة الأهداف التعليمية الظاهرية، أو الأهداف السلوكية، وتهتم هذه الأهداف بوصف السلوك أو الأداء الذى يترتب على المتعلم القيام به بعد الإنتهاء من تدريس وحدة دراسية معينة، وذلك من خلال التحديد الدقيق لهذا السلوك.

و يُحدد المعلم عادة هذا النوع من الأهداف، و قد يُسهم المدير أو الموجه التربوي في صياغتها بهدف تزويد المتعلم بتفصيلات السلوك النهائي، الذى يجب أداؤه بعد التعلم، وتزويد المعلم بالوسائل التي تمكنه من القيام بعملية التقويم.

مكونات الأهداف التعليمية السلوكية:

يتكون الهدف السلوكي من بنية معينة تتضمن الخصائص السابقة.

والهدف السلوكي الناجح يُحدد ما يأتي:

١. السلوك والأداء الظاهري للمتعلم (السلوك المتوقع) :

حيث يدل هذا المكون على السلوك الدقيق المرغوب فيه الذى يحدد التغيير المسيطر على سلوك المتعلم بعد الانتهاء من تعليم وحدة دراسية معينة، بحيث يكون هذا التحديد واضحًا وصريحًا وسريعًا، ويركز بشكل رئيسي على السلوك النهائي للمتعلم، أو ما يسمى "المخرجات السلوكية". ويشير الأداء إلى أي نشاط يقوم به المتعلم، وقد يكون الأداء ظاهريًّا وقابلًا للملاحظة عن طريق البصر كالكتابة والرسم والتصحيح المكتوب، أو عن طريق السمع أو البصر كالعمليات الحسابية الذهنية، أو التذكر حيث أن العبارة السلوكية الناجحة هي القادرة على تحديد ما يجب على المتعلم أداؤه. وإذا كان المعلم لا يستطيع معرفة ما يجرى في ذهن المتعلم فعليه أن يقوم باستنتاج هذه العمليات الداخلية. وهذا النوع من الاستنتاج لا يتحقق إلا إذا قام على أساس ما يقوله المتعلم أو يفعله. و بمعنى آخر يجب أن تقوم هذه الاستنتاجات على سلوك المتعلم اللفظي أو الحركي، ويستطيع المعلم غالباً الحصول عليها بالملاحظة كالاستماع إلى إجابة المتعلم أو قرأتها أو تجربة في معمل.

٢. شروط الأداء (شروط للسلوك عند المتعلم) :

يشير هذا المكون إلى الشروط والظروف التي يظهر من خلالها السلوك النهائي للمتعلم، والتي يجب أن تتوافر عند قيامه بالأداء. فمن الممكن أن تكون عملية تحديد السلوك النهائي غير كافية لمنع سوء الفهم أو تعدد التغييرات وتنوعها. لذا يتخذ الهدف السلوكي شكلًا أوضح عندما يقوم المعلم بوضع بعض الشروط التي تحدد ظروف الأداء وسياقه، مثل السماح أو عدم السماح باستخدام الخرائط أو القواميس أو الأطالس أو الكتب المدرسية أو الآلات الحاسبة أو الجداول اللوغاريتمية... إلخ.

٣. مستوى الأداء المقبول (مستوى السلوك المقبول لدى المتعلم) :

يُشير هذا المكون إلى نوعية الأداء المطلوب الذى يُبين ما إذا كان المتعلم قد تمكن من الهدف أم لا. حيث يجب تحديد مستوى الأداء بشكلٍ واضح، ويمكن للمعلم التعرف على الاستجابة المقبولة كتحديد نسبة مئوية معينة من العلامات أو الاستجابات الصحيحة.

تصنيف الأهداف التعليمية

تصنيف الأهداف يساعد المعلم على تحديد أفضل الشروط التعليمية ذات العلاقة الوثيقة بالمهام التي يجب على المتعلم تعلمها، وتصنف الأهداف التعليمية إلى ثلاثة مجالات على النحو الآتي:

  1. المجال العقلي
  2. المجال الوجداني 
  3. المجال النفسحركي

وتصنيف الأهداف إلى هذه الأقسام الثلاثة لا يعني انعزال أحد أنواع السلوك كليًّا عن الأنواع الأخرى.

تصنيف الأهداف في المجال العقلي - التعريفي

تنقسم الأهداف في الميدان العقلي إلى ستة مستويات.

1. مستوى المعرفة (الذاكرة) :

يدل هذا المستوى على القدرة على تذكر المعلومات المخزونة في الذاكرة نتيجة التعلم السابق، ويتم استدعاء الذاكرة عند المتعلم ببعض القرائن التي تسهل عملية التذكر؛ كي يصبح فعالاً، ويشمل على كل شكل تقريبًا ابتداءً من الحقائق النوعية المحددة إلى النظريات العلمية الكاملة.

2. مستوى الاستيعاب (الفهم) :

يُمثل هذا المستوى بعض أكثر القدرات والمهارات العقلية الشائعة في الأوضاع التعليمية الصفية، حيث يشير إلى قدرة المتعلم على استقبال المعلومات المتضمنة في مادة معينة وفهمها والاستفادة منها.

3. مستوى التطبيق :

يُشير هذا المستوى إلى القدرة على استخدام الطرق والمفاهيم والمبادئ في مواقف واقعية أو جديدة. ولكي يمكن تحقق المستوى بنجاح يجب أن يتوافر خاصيتان أساسيتان:

- الطبيعة الإشكالية للموقف: أي يجب أن يواجه المتعلم مشكلة تستلزم الحل.

- الجدة أو اللامألوف: أي أن السياق الذي يجري فيه التطبيق يجب أن يكون مختلفاً عن السياقات التى تم فيها تعلم المعلومات المرغوب في استخدامها.

4. مستوى التحليل :

هو عملية تحليل المادة المتعلمة إلى عناصرها الأولية المكونة لها، وبيان طبيعة هذه المادة وأسس تكوينها

5. مستوى التركيب :

يُشير المستوى إلى القدرات اللازم توافرها للتأليف بين الوحدات والعناصر والأجزاء، والجمع بين المعلومات. ويؤكد مستوى التركيب عادة على الإنتاج الإبتكاري للمتعلم.

6. مستوى التقويم :

يعد التقويم أعلى وأعقد الأنشطة العقلية المعرفية، إذ أنه يُمثل قدرة المتعلم على إصدار الأحكام الكمية و النوعية على القيمة الخاصة بالمواد العلمية وطرق التدريس من حيث تحقيقها أهدافًا معينة. وقد يقوم الحكم الذى يقدمه المتعلم بناءً على أدلة داخلية تتناول مدى دقة مضمون المادة واتساقها الداخلي، مثل اكتشاف الأخطاء المنطقية في البراهين.

تصنيف الأهداف في المجال الوجداني

يهتم هذا التصنيف بالميول والاتجاهات والقيم ووضع تصنيف هرمي للأهداف في الميدان العاطفي - الانفعالي، انطلاقاً من بُعد داخلي يتمثل في استيعاب الفرد للميول والقيم والاتجاهات من خلال نوع من النمو الداخلي له. ويصنف إلى المستويات الآتية:

١. مستوى الاستقبال :

يُشير هذا المستوى إلى الأوضاع التعليمية التي ينتبه فيها المتعلم إلى المثيرات والظواهر المحيطة به.

وينقسم هذا المستوى إلى ثلاث مراحل هي:

  1. مرحلة الوعي: وهي أدنى مستويات التصنيف في الميدان العاطفي، وتُشير إلى أنماط وعي المتعلم بالظواهر التي تثير انتباهه، وسلوكه الشعوري.
  2. الرغبة في الاستقبال: التي تشير إلى مدى رغبة المتعلم في توجيه الإنتباه إلى مثيرات معينة، مثل الرغبة في التسامح والانتباه النشط والفعال وغيرهم.
  3. ضبط الإنتباه: وهي الحالة التي يتحكم فيها المتعلم في عملية توجيه الإنتباه نحو بعض المثيرات المفضلة لديه، كالانتباه على نحو تمييزي لدى قراءة أو استماع إلى قصيدة معينة، إلى مقاصد الشاعر، والمعاني التي يرمى إليها، والقيم الإجتماعية في عصره.

٢. مستوى الاستجابة :

يُشير هذا المستوى إلى رغبة المتعلم في الاستجابة، وشعوره بالرضا أثناء الإنهماك في بعض الأنشطة التعليمية، وينقسم إلى ثلاث مراحل:

  • الإذعان - رفض الاستجابة: تُشير إلى أنماط القبول التي يريدها المتعلم لدى قيامه بالاستجابة.
  • الرغبة في الإستجابة: والتي تُشير إلى السلوك الإختياري الذي بيديه المتعلم في الأوضاع التعليمية بهدف الرغبة وليس نتيجة للرهبة. حيث لا يتوافر أي نوع من أنواع الإذعان أو المقاومة في استجابات هذه المرحلة.
  • الرضا بالإستجابة: لا تقتصر هذه المرحلة على رغبة المتعلم في الإستجابة فقط، بل تتعداها إلى الشعور بالرضا والارتياح عند القيام ببعض الأنشطة.

تصنيف الأهداف في المجال النفسي – الحركي

يُشير هذا التصنيف إلى الأهداف المرتبطة بالمعالجة اليدوية والمهارات الحركية، مثل الرسم والكتابة والكلام والأشغال اليدوية. وتصنف إلى:

1- الحركات الجسمية الإجمالية:

حيث يستخدم المتعلم جسده ككل للقيام بأداء مهارة معينة، مثل القفز والجري والسباحة، وتُقاس قدرة المتعلم عادة بالسرعة التي يؤدى بها هذه الحركات.

2- الحركات المتناسقة الدقيقة :

تهدف هذه الفئة إلى الحركات الدقيقة التي يجب أن يكتسبها المتعلم ليؤدي مهارة معينة، كحركة العين أو الإصبع أو اليد التي تتطلب تدريبات معينة لإتقانها، وإمكانية المتعلم تتمثل في مجال هذه الحركات في الكتابة والإمساك بالقلم بشكلٍ واضح.

الخاتمة

وكما قُلنا سابقاً أن لكل منا هدفه؛ لذا اسعى وراء هدفك فهو أملك في الحياة، فكثير من الناس لديهم فكرة خاطئة عن السعادة لن تتحقق من خلال تلبية الرغبات، ولكن بالتضحية من أجل هدف نبيل".


نتمنى لكم قراءة ممتعة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الكاتبة : عفاف كامل رزق

تحت إشراف : محمد مجدي سامي

تصميم : ولاء عوض


المراجع

- كتاب علم النفس التربوي - إسماعيل محمد الفقي، عبد المجيد سيد منصور، محمد عبد المحسن التويجري - ٢٠١٤

لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو ..