https://www.sabaanews.com
أحدث المقالات

علاقة المنهج الدراسي بالمجتمع الذي يعيش فيه الطالب - أكاديمية التدريس

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،، 

علاقة المنهج الدراسي بالمجتمع الذي يعيش فيه الطالب - أكاديمية التدريس



إن شاء الله تعالى سوف نتحدث عن موضوع قد شغل العقول بعد ظهور التعليم الإلكتروني بشكل كبير واقتصار التعليم في بعض المدارس على بعض الأنشطة الرياضية والإجتماعية وهو المنهج وعلاقته بالمجتمع الذي يعيش فيه المتعلم.

ما هو المنهج التربوي؟

هو كل ما يحدث داخل المؤسسة التعليمية ، سواء مدرسة أو جامعة أو أكاديمية خارجية ، أو يمارس من قبل المتعلم خارج المؤسسة التعليمية من عمليات التعليم والتعلم.

وذلك بهدف تمكين المتعلم من مواجهة المواقف الجديدة ومتغيرات الحياة وتوليد الأفكار داخل الفرد وإنتاج المعرفة وتكوينها من مصادر ومعلومات متناثرة وإعادة تركيبها بشكل منظم.

ولكن المنهج الدراسي لم يقتصر فقط على مجموعة المواد الدراسية التي يدرسها المتعلم في فصول أو سنوات الدراسة..

وأيضاً لم يعد المنهج التربوي الخبرات والممارسات الصيفية التي يمر به المتعلم في المدرسة فقط. وأيضاً لا يعد من النشاطات التي يخطط لها من قبل الوزارة في الدولة ويتم تنفذيها في محيط المؤسسة الدراسية.


علاقه المنهج بواقع المجتمع

الوظيفة الأساسية للمدرسة هي إعداد المتعلم للمحافظة على القيم والمبادئ الأساسية السائدة في المجتمع.

فيجب على القائمين على وضع المنهج تحليل هذه القيم والمبادئ ، ووضع منهج تربوي يساير الأوضاع الاجتماعية ويلبي احتياجتها.

ويكون المنهج قائم على أساسين هما :

  1. فهم الأهداف الاجتماعية فهماً عميقاً والعمل على تلبيتها.
  2. قيام المعلم بدور إيجابي في مساعدة التلاميذ على فهم تلك الأهداف وتنفيذها.

دور المنهج الدراسي في التغير الاجتماعي

  1. أن يهتم المنهج بما تفعله الأطفال داخل أسرهم قبل التحاقهم بالمدرسة حتى يستطيع تصويب ما قد يكون لديه من أخطاء.
  2. أن يستغل المنهج علاقات التلاميذ بالآخرين خارج المدرسة وأن يوجه المنهج الدراسي إلى توسيع نطاق اتصالاته وعلاقته بالأشخاص والجماعات.
  3. أن يساعد المنهج المتعلم على استخدام الأسلوب العلمي في التفكير حتى يستطيع التصدي لما قد يعيق القضاء على مشكلات حياته في البيئة التي يعيش فيها.
  4. أن تكون المناهج مرنة قابلة للتعديل ، فيجب تغيير المناهج بتغير الظروف التي تطرأ على المجتمع لتصبح متماشية مع هذا التغير.
  5. أن يسهم المنهج في تحقيق توعية المتعلمين بحيث يصبح لديهم اتجاه إيجابي يحقق تقدم المجتمع ورُقِيّه والارتفاع بمستوى معيشة الفرد.


ونلخص القول في ذلك أن الإنسان اليوم يعيش في عالم مفتوح ومتنوع خلافاً لما عاشه في الماضي فيصبح معه لزاما على المدرسة والبيت والمنهج أن تتكيف مع التغيرات والتطورات الحاصلة في المجتمع.


ماهي الأساس التي يبني عليها المنهج الدراسي



أولاً : الأساس الفلسفي (العقدي أو الفكري)

المُتّبع لتاريخ أي منهج مدرسي في أي مجتمع يلاحظ أن أهداف هذا المنهج ومضامينه كانت انعكاساً مباشراً لنمط الفلسفة التربوية والإطار الفكري الذي يؤمن به ذلك المجتمع.

الفلسفة في اللغة : 

هي كلمة يونانية الأصل تعني حب الحكمة.

هناك تعريفات كثيرة للفلسفة منها : هي البحث عن العلل البعيدة للظواهر مقابل العلم الذي يبحث عن العلل القريبة لها ، أي أن العلم يبحث فيما هو كائن ، في حين تبحث الفلسفة فيما ينبغي أن يكون.

ويمكن تعريفها بأنها :

  • نظرة العقل للإنسان والحياة والكون.
  • ومفهوم الفلسفة يقترب كثيراً من مفهوم الأيديولوجيا الذي يعني مجموعة الأفكار والعقائد والمبادئ التي تحكم مسار مجتمع ما في فترة معينة.
  • المجتمع يتكون من نوعيات متعددة من البيئات ، والثقافة إحدى مكونات البيئة.
  • جزء الثقافة المتصل بالمبادئ والأهداف والمعتقدات التي تعتبر منبعاً للاتجاهات والقيم التي تحكم أنماط السلوك وتوجه أنشطة الفرد يطلق عليه فلسفة المجتمع.

فالفلسفة هي مجموعة الأفكار والمعتقدات التي تحكم مسار مجتمع ما في فترة معينة.

ثانياً : الأساس الاجتماعي

يعرف المجتمع بأنه :

”إطار عام يحدد العلاقات التي تنشأ بين جمع من الأفراد الذين يستقرون في بيئة معينة ، وتنشأ بينهم مجموعة من الأهداف المشتركة والمنافع المتبادلة ، وتحكمهم مجموعة من القيم والقواعد والأساليب المنظمة لسلوكياتهم وتفاعلاتهم.“

يترتب على هذا المفهوم أن يكون للمجتمع -أي مجتمع- عدد من النظم الدينية والتربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والثقافية وغيرها.

المنهج المدرسي يسهم وبشكل كبير في إعداد الأجيال بالصورة التي تتفق مع الفلسفة التي يؤمن بها المجتمع ، من خلال مساعدة المتعلمين على فهم طبيعة المجتمع من حيث نظمه ومؤسساته وكيفية التفاعل فيما بينها بما يحقق تماسك المجتمع وترابطه.

التأثير بين المجتمع والمنهج المدرسي متبادل ومستمر ومن هنا تأتي أهمية الأساس الاجتماعي في بناء المناهج ، فهو أقوى الأسس تأثيراً في تحديد ملامح المجتمع.

ثالثاً : الأساس النفسي

تعد طبيعة المتعلم وخصائص نموه منطلقا مهما في بناء المنهج المدرسي.

أهم خصائص النمو :

  1. النمو عملية عقلية. وهذا يفرض على المنهج المدرسي توفير خبرات تربوية متنوعة ومتدرجة في المستوى. 
  2. النمو عملية مستمرة ومتصلة. بمعنى أن حالة الطفل الراهنة هي محصلة لحالته في الماضي ، كما أنها تشارك في تشكيل حالته مستقبلا ولذلك فليس هناك تغيرات مفاجئة في حياة الفرد.
  3. النمو يسير في مراحل . وهذه المراحل :

  • مرحلة المهد من الميلاد إلى سنتين
  • مرحلة الطفولة المبكرة من 2-6 سنوات
  • مرحلة الطفولة المتأخرة من 6-12 سنة.
  • مرحلة المراهقة من 12 سنة حتى اكتمال النضج (17-20 سنه تقريباً)

رابعاً : الأساس المعرفي

كانت المعرفة قديما محدودة وبسيطة ببساطة الحياة. غير أن تزايد التركيز على المعرفة بوصفها أساسا للمنهج المدرسي بدأ منذ عقد الستينات من القرن العشرين الماضي ، الأمر الذي خلق تحديا كبيرا لرجال التربية وخاصة علماء المناهج فأخذوا يفكرون في صياغة مناهج دراسية مرنة تسعى إلى إعادة وحدة المعرفة والتركيز على أساسياتها المهمة لتحقيق أكبر فائدة ممكنة للمتعلم. وبهذا المنحنى الجديد برزت المعرفة أساسا مهما من أسس المناهج.

هل المعرفة فطرية أم مكتسبة؟

هناك (قولان) :

  1. فطرية ، لقوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها...)
  2. مكتسبة ، لقوله تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة...)

ماهي مكونات المنهج الدراسي؟



إن المنهج الدراسي الحديث يختلف عن المنهج الدراسي القديم من حيث المكونات ، فالمنهج القديم يتكون من المادة الدراسية المقررة والمدرس والشخص المتعلم والبيئة التعليمية والأسلوب المتبع خلال عملية التعلم.

بينما المنهج الدراسي الحديث يتكون من مجموعة من المكونات وتتمثل من خلال ما يلي :

أولاً : المواد الدراسية المقررة

ويحتوي هذا المكون على المعارف والمعلومات والخبرات التي يراد العمل على عرضها وتقديمها للأشخاص المتعلمين ، ويشترط في ذلك ارتباطها بمتطلبات وحاجات التلميذ والبيئة والمجتمع الذي ينتمي إليه ، وتقوم على مراعاة والعناية بإمكانات وقدرات الشخص المتعلم.

ثانياً : الكتب والمراجع والمصادر

 يتمثل بالعوامل المعينة للمواد الدراسية المقررة ، وتقوم بدور مؤثر وفعال في مهمة المعلم والشخص المتعلم وجميع مكونات المنهج الدراسي.

ثالثاً : الوسائل التعليمية

 وذلك يتمثل في جميع أنواع الوسائل التعليمية المتعددة والمتنوعة.

رابعاً : الأنشطة

 إنّ المنهج الحديث يقوم بشكل أساسي على نشاط الشخص المتعلم في العملية التعليمية ، وأن الأنشطة لا تتوقف عند الأنشطة التي يقوم الشخص المتعلم على تطبيقها داخل الحرم المدرسي. بل إنها تحتوي على الأنشطة التي يقوم الشخص المتعلم بها خارج حدود الحرم المدرسي ، وتحت إشراف وتوجيه المدرسة ، وتكون هذه الأنشطة عبارة عن أنشطة ثقافية أو زيارات ميدانية.

خامساً : الامتحانات والأساليب المتبعة في عملية التقويم

إن أثر الامتحانات كبير وفعال في المنهج الدراسي ؛ لأنّها تقوم على توجيه مهام المدرس والطالب ، وعلى ذلك نالت مكانة مرموقة في العمل التربوي. وهي من المعايير المهمة التي تقاس من خلالها جودة العمل التربوي ، وفي حال كانت سيئة كانت العملية التربوية تسير بشكل سيء ، وإذا صلحت صلحت العملية التربوية والمنهج الدراسي ، لذلك أصبحت عملية التقويم تلازم العملية التعليمية وتقوم بمهام علاجية وتشخيصية أيضاً.

سادساً : طرق التدريس المتبعة

 أن لطرق التدريس أهمية كبيرة في مجال العمل على تحقيق الأهداف التربوية ؛ وذلك لأنّ المدرس لا يملك المعرفة والعلم بمادته فقط بل في طريقته وأسلوبه وعلاقته بالأشخاص المتعلمين.

سابعاً : المباني والأدوات والتسهيلات الإدارية

يعتبر هذا المكون من العناصر الرئيسية في المنهج الدراسي الحديث ، لما يقوم به من العمل على تهيئة المناخ التربوي المناسب للشخص المتعلم من أجل أن يتعلم.

ثامناً : المعلم

للمعلم دور فعال في العملية التربوية ، فهو الشخص الذي يقوم على التوجيه والإشراف على سير الدرس ، وهو الشخص المُقوّم لأداء التلاميذ والذي يقوم على التقويم ولهذا وظيفة مهمة جداً في العملية التربوية فهو الموجّه والمشرف على سير الدرس والمقوّم لأداء الطلبة في ظل المنهج الدراسي.

تاسعاً : الشخص المتعلِّم

يُعد الشخص المتعلم هو المحور الأساسي للعملية التعليمية ، وأن جميع مكونات المنهج الدراسي وجدت من أجله لتعلمه وتعليمه ، ومن أجل جعل الشخص المتعلم عبارة عن عنصر فعال ويقوم بالتأثير في المجتمع.


الخاتمة

نتمنى لكم قراءة ممتعة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الكاتب : محمد مجدي سامي

تصميم : سماح أحمد


المراجع

- المناهج الدراسية عناصرها وأسسها وتطبيقاتها ، المؤلف : د. صلاح عبد الحميد مصطفى ، 2000 ، دار المريخ للنشر

- مكونات المنهج الدراسي الحديث - موقع E3arabi



لمعرفة المزيد عن أكاديمية التدريس شاهد هذا الفيديو ..


أكاديمية التدريس
أكاديمية التدريس
أكاديمية التدريس لتدريب المدرسين وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم في مجال التدريس وتطوير العملية التعليمية.
تعليقات